٥٧٠٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اختتن إبراهيم النبيُّ وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم)) متفق عليه.
٥٧٠٤ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يكذب إبراهيم إلَاّ ثلاثَ كذباتٍ: ثنتين منهنَّ في ذات الله قوله {إني سقيم}، وقوله (بل فعله كبيرهم هذا)،
ــ
وقوله:((لا يتمالك) أي لا يكون له قوة وثبات بل يكون متزلزل الأمر متغير الحال معرضًا للآفات.
مح: طاف بالشيء يطوف طوفًا وطوافًا، وأطاف يطيف إذا استدار حوله، ((لا يتمالك)) أي لا يملك نفسه ولا يتجنب الشهوات، وقيل: لا يملك دفع الوسواس عنه. وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب.
أقول: الأجوف في صفة الإنسان مقابل للصمد في صفة الباريء.
قيل: السيد سمى بالصمد لأنه يصمد إليه في الحوائج، ويقصد إليه في الرغائب، من صمدت الشيء إذا قصدته، وقيل: إنه المميز عن أن يكون بصدد الحاجة أو في معرض الآفة، مأخوذ من الصمد بمعنى المصعد وهو الصلب الذي لا جوف له، فالإنسان مفتقر إلى الغير لقضاء حوائجه وإلى الطعام والشراب ليملأ جوفه، فإذا لا تماسك له في شيء ظاهرًا وباطنًا.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بالقدوم)) تو: القدوم بالتخفيف آلة النجار معروفة، وبالتشديد اسم موضع، وقيل: هو بالتخفيف أيضًا، هكذا في جامع الأصول وفي كتاب الحميدي: قال البخاري: قال أبو الزناد (وهو راوي الحديث): اختتن إبراهيم بالقدوم (مخففة) وهو موضع.
تو: ومن المحدثين من يشدد وهو خطأ.
مح:((القدوم)) وقع في رواية البخاري الخلاف في التخفيف والتشديد، يقال لآلة النجار، قدوم بالتخفيف لا غير، وأما ((القدوم)) مكان بالشام ففيه التشديد والتخفيف، ومن رواه بالتشديد أراد به القرية، ورواية التخفيف تحتمل القرية والآلة، والأكثرون على التخفيف.
الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إلا ثلاث كذبات)) مح: قال المازري: أما الكذب فيما هو طريق البلاغ عن الله تعالى فالأنبياء معصومون منه، سواء قل أو كثر، فإن تجويزه منهم يرفع الوثوق بأقوالهم، ولأن منصب النبوة يرتفع عنه، وأما ما لا يتعلق بالبلاغ