للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله كيد الكافر في نحره، وأخدم هاجر)) قال أبو هريرة: تلك أمكم يابني ماء السماء! متفق عليه.

٥٧٠٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحقُّ بالشك من إبراهيم إذ قال: (ربِّ أرني كيف تحيي الموتى) ويرحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثتُ في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي)). متفق عليه.

ــ

((هاجر)) خادمة لسارة.

و ((مهيم)) هي كلمة يمانية يستفهم بها، ومعناها ما حالك وما شأنك، جعلت مفسرة للإيماء، أي أومأ بيده إيماء يفهم منه معناها.

قوله: ((كيد الكافر في نحره)) النحر أعلى الصدر، هو من قوله تعالى: {ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله}.

قوله: ((أمكم يا بني ماء السماء)) ((قض)): قيل: أراد بهم العرب سموا بذلك لأنهم يبتغون المطر ويتعيشون به والعرب وإن لم يكونوا بأجمعهم من بطن هاجر لكن غلب أولاد إسماعيل على غيرهم.

وقيل: أراد بهم الأنصار لأنهم أولاد ((عامر بن حارثة الأزدي)) جد ((نعمان بن المنذر)) وهو كان ملقبا ((بماء السماء)) لأنه كان يستمطر به.

ويحتمل أنه أراد بهم ((بني إسماعيل)) وسماهم بذلك لطهارة نسبهم وشرف أصولهم.

الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((نحن أحق بالشك)) خط: مذهب هذا الحديث التواضع والهضم من النفس، وليس في قوله هذا اعتراف بالشك على نفسه ولا على إبراهيم، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما، يقول: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم عليه السلام أولى بأن لا يشك ولا يرتاب فيه، وفيه الإعلام أن المسألة من قبل إبراهيم لم تعرض من قبل الشك ولكن من قبل زيادة العلم، واستفادة معرفة كيفية الإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لم تجده بعلم الآنية، والعلم في الوجهين حاصل والشك مرفوع.

وقد قيل: إنما طلب الإيمان حسًّا وعيانًا لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال، والمستدل لا يزول عنه الوسواس والخواطر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس الخبر كالمعاينة)).

<<  <  ج: ص:  >  >>