بجانب العرش، فلا أدري كان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان فيمن استثنى الله؟)).
وفي رواية:((فلا أدري أحوسب بصعقة يوم الطورِ، أو بعث قبلي؟ ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متى)).
٥٧٠٩ - وفي رواية أبي سعيد قال:((لا تخيروا بين الأنبياء)) متفق عليه.
وفي رواية أبي هريرة:((لا تفضلوا بين أنبياء الله)).
٥٧١٠ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خيرٌ من يونس بن متى)) متفق عليه.
ــ
هذا قول جامع في بيان ما ورد في هذا الباب فافهم ترشد إلى الأقوم.
وأما ما ذكره في هذا الحديث من الصعقة فهي بعد البعث عند نفخة الفزع، وأما في البعث فلا تقدم لأحد فيه على نبينا صلى الله عليه وسلم، واختصاص موسى عليه الصلاة والسلام بهذه الفضيلة لا يوجب تفضيلا على من تقدمه بسوابق جمة وفضائل كثيرة، والله المسئول أن يعرفنا حقوقهم، ويحيينا على محبتهم، ويميتنا على سنتهم، ويحشرنا على ما كانوا عليه.
قوله:((ولا أقول: إن أحدًا)) قال المالكي: استعمل أحدًا في الإثبات لمعنى العموم لأنه في سياق النفي، كأنه قيل: لا أحد أفضل من يونس والشيء قد يعطى حكم ما هو في معناه وإن اختلف في اللفظ، فمن ذلك قوله تعالى:{أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر} فأجرى في دخول الباء على الخبر مجرى (أو ليس الذي) لأنه بمعناه، ومن إيقاع أحد في الإيجاب المؤول بالنفي قول الفرزدق:
ولو سئلت عني نوار وأهلها إذًا أحد لم تنطق الشفتان
فإن ((أحد)) وإن وقع مثبتًا لكنه في الحقيقة منفي لأنه مؤخر معنى، كأنه قال: إذا لم ينطق أحد.
قوله:((لا تفضلوا بين أنبياء الله)) بالصاد المهملة ظاهر، أي لا تفرقوا بينهم، وبالضاد المعجمة معناه لا يوقع الفضل بين أنبياء الله، أي لا تفضلوا بعض الأنبياء على بعض نحو قوله تعالى:{لقد تقطع بينكم} أي وقع التقطع بينكم، كما تقول: جمع بين الشيئين، تريد أوقع الجمع بينهما - في الكشاف -.
الحديث الثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أنا خير)) قيل: ضمير المتكلم