وفي رواية للبخاري قال: من قال: أنا خيرٌ من يونس بن متى فقد كذب)).
٥٧١١ - وعن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرًا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا)) متفق عليه.
٥٧١٢ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إنما سمى الخضر لأنه جلس
ــ
يعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: يعود إلى كل قائل، أي لا يقول بعض الجاهلين من المجتهدين في العبادة أو العلم أو غير ذلك من الفضائل، فإنه لو بلغ ما بلغ إلا أنه لم يبلغ درجة النبوة، ويؤيده الرواية الأولى: ((ما ينبغى لعبد أن يقول: إنى خير من يونس بن متى)).
مظ: إنما خص يونس بالذكر لأن الله تعالى لم يذكره في جملة أولي العزم من الرسل، وقال الله تعالى:{ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} فقصر به عن مراتب أولى العزم والصبر من الرسل، بقوله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: إذا لم آذن لكم أن تفضلوني على يونس بن متى، فلا يجوز لكم أن تفضلوني على غيره من ذوي العزم من أجلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا منه صلى الله عليه وسلم على التواضع والهضم من نفسه، وليس ذلك بمخالف لقوله:((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) لأنه لم يقل ذلك مفتخرًا ولا متطاولا به على الخلق، وإنما قال ذلك ذاكرًا للنعمة ومعترفًا بالمئة فيه، وأراد بالسيادة ما يكرم به في القيامة من الشفاعة، وعلى هذا المعنى ينبغي أن يؤول قوله:((من قال: أنا خير منه فقد كذب)) لأن المراد أنا خير في النبوة والرسالة كما قال الله تعالى: {لا نفرق بين أحد من رسله} والله أعلم.
الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله:((الخضر)) مح: جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا لا سيما عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه وحضوره في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر، وصرح الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بذلك، قال: وشذ من أنكره من المحدثين.
قال الجيزي المفسر وأبو عمرو، هو نبي، واختلفوا في كونه مرسلا.