على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء)). رواه البخاري.
٥٧١٣ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاء ملك الموت إلى موسى بن عمران، فقال له: أجب ربك)). قال: ((فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها)) قال:
ــ
واحتج من قال بنبوته بقوله تعالى: {وما فعلته عن أمري} فدل على أنه أوحى إليه، وبأنه أعلم من موسى عليه الصلاة والسلام، ويبعد أن يكون الولي أعلم من نبي.
وأجاب الآخرون: يجوز أن يكون قد ألقى إليه بطريق الإلهام، كما ألقى إلى أم موسى في قوله تعالى: {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه ...}.
قال الثعلبي المفسر: الخضر نبي معمر محجوب عن أكثر الأبصار.
قال: وقيل: إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن.
وذكر أقوالا في أنه في زمن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أم بعده بقليل أو كثير.
قال القاضي عياض: في هذا حجة بينة لأهل السنة وصحة مذهبهم أن العبد لا قدرة له على الفعل إلا بإرادة الله وتيسيره له، خلافًا للمعتزلة القائلين بأن للعبد فعلا من قبل نفسه وقدرة على الهدى والضلال.
وفيه: أن الذين قضى لهم بالنار طبع على قلوبهم وختم وجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا وحجابًا مستورًا، وجعل في آذانهم وقرًا، وفي قلوبهم مرض ليتم سابقته ويمضي كلمته لاراد لحكمه ولا معقب لأمره وقضائه.
وقد يحتج بهذا الحديث من يقول: أطفال الكفار في النار.
قوله: ((لأرهق أبويه)) نه: أي أغشاهما، يقال: رهقه بالكسر يرهقه رهقًا أي غشيه، وأرهقه أي أغشاه إياه، وأرهقني فلان إثما حتى رهقته أي حملني إثمًا حتى حمله له.
الحديث الرابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله: ((على فروة بيضاء)) الفروة: الأرض اليابسة، وقيل: الهشيم اليابس من النبات.
أقول: لعل الثاني أنسب لأن قوله: ((خضراء)) إما تمييز أو حال، كأنه قيل: نظر الخضر عليه السلام إلى مجلسه ذاك فإذا هي تتحرك من جهة الخضرة والنضارة.
الحديث الخامس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ففقأها)) أي قلعها وأعماها.
مح: هي بالهمز.
و ((متن الثور)) ظهره.