للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالتلبية، مارًّا بهذا الوادي)). قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثنية. فقال: ((أي ثنية هذه؟)) قالوا: هرشي - أو لفت فقال: ((كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء، عليه جبة صوف، خطام ناقته خلبة، مارًّا بهذا الوادي ملبيًا)) رواه مسلم.

٥٧١٨ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خفف على داود القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرح، فيقرأ القرآن قبل أن تسرح دوابُّه، ولا يأكل إلا من عمل يديه)) رواه البخاري.

ــ

مح: فإن قيل: كيف يحجون ويلبون وهم أموات والدار الآخرة ليست بدار عمل؟.

الجواب من وجوه: أحدها: أنهم كالشهداء بل أفضل، والشهداء أحياء عند ربهم، فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا ويتقربوا إلى الله تعالى بما استطاعوا، لأنهم وإن كانوا قد توفوا فهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل، حتى إذا فنيت مدتها وتعقبتها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل.

وثانيها: التلبية دعاء وهو من عمل الآخرة، قال الله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}.

وثالثها: أن تكون هذه رؤية منام في غير ليلة الإسراء كما قال في رواية ابن عمر رضي الله عنهما ((بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة ..)) وذكر الحديث في قصة عيسى عليه الصلاة والسلام.

ورابعها: أنه صلى الله عليه وسلم أرى حالهم التي كانت في حياتهم، ومثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا؟ وكيف كان حجهم وتلبيتهم؟ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كأني أنظر إلى موسى)).

وخامسها: أن يكون أخبر عما أوحى إليه صلى الله عليه وسلم من أمرهم وما كان منهم وإن لم يرهم رؤية عين - هذا آخر كلام القاضي عياض -.

وفي الحديث دليل على استحباب وضع الأصبع في الأذن عند رفع الصوت بالآذان ونحوه، وهذا الاستنباط والاستحباب يجيء على مذهب من يقول من أصحابنا وغيرهم إن شرع من قبلنا شرع لنا والله أعلم.

الحديث العشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((فيقرأ القرآن)) نه: الأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمى القرآن قرآنا لأنه جمع: القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، كالغفران والكفران، وقد يطلق على القراءة نفسها، يقال: قرأ يقرأ قراءة وقرآنًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>