٥٧٢١ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((كان زكريَّاء نجارًا)) رواه مسلم.
٥٧٢٢ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، الأنبياء إخوةٌ من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحدٌ، وليس بيننا نبيٌّ)). متفق عليه.
ــ
وهو اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، ولم يجيء في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها، وتقديره ((ايمن الله قسمى)) وإذا حذفت منه النون قيل: ((ايم الله)) بكسر الهمزة أيضًا.
و ((أجمعون)) تأكيد للضمير، ومنهم من يرويه ((أجمعين)) على الحال، والرواية المعتد بها ((أجمعون)) بالرفع.
قيل: والحديث يدل على أن من أراد أن يعمل عملا يستحب أن يقول عقيب قوله: ((إنى أعمل كذا)) ((إن شاء الله)) تتميمًا تبركًا وتيمنًا وتسهيلا لذلك العمل.
الحديث الثالث والعشرون والرابع والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أنا أولى الناس بعيسى)) ((قض)): الموجب لكونه أولى الناس بعيسى عليهما الصلاة والسلام أنه كان أقرب المرسلين إليه، وأن دينه متصل بدينه ليس بينهما نبي، وأن عيسى كان مبشرًا به ممهدًا لقواعد دينه داعيًا للخلق إلى تصديقه.
و ((العلة)) الضرة، مأخوذ من العلل وهو الشربة الثانية بعد الأولى، وكأن الزوج علَّ منها بعد ما كان ناهلا من الأخرى.
وأولاد العلات: أولاد الضرات من رجل واحد، والمعنى أن حاصل أمر النبوة والغاية القصوى من البعثة التي بعثوا جميعًا لأجلها دعوة الخلق إلى معرفة الحق، وإرشادهم إلى ما به ينتظم معاشهم ويحسن معادهم، فهم متفقون في هذا الأصل، وإن اختلفوا في تفاريع الشرع التي هي كالوصلة المؤدية والأوعية الحافظة له، فعبر عما هو الأصل المشترك بين الكل بالأب ونسبهم إليه، وعبر عما يختلفون فيه من الأحكام والشرائع المتفاوتة بالصورة المتقاربة في الغرض بالأمهات، وهو معنى قوله:((أمهاتهم شتى ودينهم واحد)) وأنهم وإن تباينت أعصارهم وتباعدت أيامهم فالأصل الذي هو السبب في إخراجهم وإبرازهم - كلا في عصره - أمر واحد وهو الدين الحق الذي فطر الناس مستعدين لقبوله ممكنين من الوقوف عليه والتمسك به، فعلى هذا المراد بالأمهات الأزمنة التي اشتملت عليهم وانكشفت عنهم.
قوله:((الأنبياء إخوة من علات ... إلى آخره)) استئناف فيه دليل على الحكم السابق وكأن