للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

((والعنان؟)). قالوا: والعنان. قال: ((هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟)) قالوا. لا ندري قال: ((إن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، والسماء التي فوقها كذلك)) حتى عد سبع سماوات. ثم ((فوق السماء السابعة بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أو عال، بين أظلافهن ووركهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهن العرش، بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك)). رواه الترمذي، وأبو داود. [٥٧٢٦]

٥٧٢٧ - وعن جبير بن مطعم، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال: جهدت الأنفس، وجاع العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا

ــ

و: ((الأوعال)) هي تيوس الجبل واحدها: ((وعل)) بكسر العين؟ والمراد هاهنا ملائكة على صورة الأوعال.

و ((الظلف)) للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل.

و ((الورك)) ما فوق الفخذ وهي مؤنثة.

أقول: استعمل ((زعم)) ونسبه إلى عباس رمزًا إلى أنه لم يكن حينئذ مسلمًا ولا تلك العصابة كانوا مسلمين، يدل عليه قوله: ((في البطحاء)) وأراد صلى الله عليه وسلم أن يشغلهم عن السفليات إلى العلويات، والتفكر في ملكوت السموات والعرش، ثم يترقوا إلى معرفة خالقهم ورازقهم ويستنكفوا عن عبادة الأصنام ولا يشركوا بالله الملك العلام، فأخذ في الترقى من السحاب، ثم من السماوات، ثم من البحر ثم من الأوعال، ثم من العرش إلى ذى العرش، فالفوقية بحسب العظمة لا المكان، فإن الله فوق أن يكون العرش منزله ومستقره، بل الله خالقه وهو منزه عن المقر والمكان والله أعلم.

والمراد بـ ((السبعون)) في الحديث التكثير لا التحديد، لما ورد أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة، والتنكير هنا أبلغ والمقام له أدعى.

الحديث الثالث عن جبير رضي الله عنه:

قوله: ((جهدت الأنفس)) الجهد: بفتح الجيم المشقة، وبضمها الطاقة.

و ((نهك)) أي دنف وضنى، فهو منهوك، والمراد به هاهنا نقصان الأموال وتلفها.

قوله: ((فإنا نستشفع بك على الله)) يقال: استشفعت بفلان على فلان فتشفع لى إليه وشفعه

<<  <  ج: ص:  >  >>