للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)) رواه مسلم.

٥٧٤٩ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي)) متفق عليه.

٥٧٥٠ - وعن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط

ــ

حديث جابر بخمس، وليس هذا باختلاف تضاد، وإنما هو اختلاف زمان، يقع فيه حديث الخمس متقدماً وذلك أنه أعطيها فحدث به، ثم زيد له السادسة فأخبر عن ست.

قوله: ((أعطيت جوامع الكلم)) حس: قيل: هي القرآن جمع الله سبحانه وتعالى بلطفه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة، وقيل: إيجاز الكلام في إشباع من المعنى، فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيراً من المعاني وأنواعاً من الكلام.

وقوله: ((إلى الخلق كافة)) كافة يجوز أن يكون مصدراً، أي أرسلت إرسالة عامة لهم محيطة بهم لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم، أو أن تكون حالاً إما من الفاعل، والتاء على هذا للمبالغة كتاء الراوية والعلامة، وإما من المجرور أي مجموعين قيل: هذا الحديث وإن دل بمنطوقه على أنه صلى الله عليه وسلم مخصوص من عند الله بالفضائل الست، لكن لا يدل بمفهومه على حصر فضائله فيها، فإن له فضائل غير منحصرة.

وقوله: ((وختم بي النبيون)) أي أغلق باب الوحي وقطع طريق الرسالة وسد، وأخبر باستغناء الناس عن الرسل وإظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين، كما قال الله تعالى: {اليوم أكملت لك دينكم} أما باب الإلهام فلا ينسد، وهو مدد يعين النفوس الكاملة فلا ينقطع لدوام الضرورة وحاجتها إلى تأكيد وتجديد وتذكير، وكما أن الناس استغنوا عن الرسالة والدعوة احتاجوا إلى التذكير والتنبيه لاستغراقهم في الوساوس وانهماكهم في الشهوات، فالله تعالى أغلق باب الوحي بحكمته وفتح باب الإلهام برحمته لطفاً منه بعباده.

الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بمفاتيح خزائن الأرض)) نه: أراد ما سهل الله تعالى له ولأمته من افتتاح البلاد المتعددات، واستخراج الكنوز المتنوعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>