٢٦٥ - وعن الأعمش، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آفة العلم النسيان، وإضاعته أن تحدث به غير أهله)) رواه الدارمي مرسلاً [٢٦٥].
٢٦٦ - وعن سفيان، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال لكعب: من أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون. قال: فما أخرج العلم من قلوب العلماء؟ قال: الطمع. رواه الدارمي [٢٦٦].
ــ
طرف، وتفرق طرف، وشعبت الشيء إذا فرقته. ((وهم آخرته)) بدل من ثاني مفعول ((جعل))، وكذا قوله:((أحوال الدنيا)) من فاعل ((تشعبت))، وعدل من ظاهر قوله، وجعل هم الدنيا هموماً إلى ((تشعبت الهموم به)) ليؤذن بتصرف الهموم فيه وتفريقها إياه في أودية الهلاك، وأن الله تعالى تركه وهمومه، ولم يتكفل أحواله، بخلاف الأول فإنه تكفل الله تعالى أمر همومه بنفسه، وكفاه مؤنته. والله أعلم.
الحديث السادس عشر عن الأعمش: قوله: ((آفة العلم النسيان)) ظاهر.
الحديث السابع عشر عن سفيان: قوله: ((من أرباب العلم)) أي من الذي ملك العلم ورسخ فيه، ويستحق أن يسمى بهذا الاسم؟ وأجاب بقوله:((الذين يعملون بما يعلمون)) وهم الذين سماهم الله تعالى الحكماء في قوله: {من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا} لأن الحكيم من علم دقائق الأشياء وأتقنها برصانة العمل، ولذلك ذيله بقوله:{وما يذكر إلا أولوا الألباب} وقد سبق شرحه. فعلم منه أن العالم ما لم يعمل لم يكن من أرباب العلم، بل كان كمثل الحمار يحمل أسفاراً. والفاء في ((فما أخرج)) جزاء شرط محذوف، والتعريف في ((العلم)) للعهد الخارجي، وهو ما يعلم من قوله:((أرباب العلم)) أي إذا كان أرباب العلم من جمع بين العلم والعمل فلم ترك العالم العمل؟ وما الذي دعاه إلى ترك العمل ليعزل عن هذا الاسم؟ قال: الطمع في الدنيا، والرغبة فيها.