٢٦٣ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم، ووضعوه عند أهله، لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم؛ فهانوا عليهم. سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول:((من جعل الهموم هماً واحداهم آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم [في] أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديتها هلك)) رواه ابن ماجه [٢٦٣].
٢٦٤ - ورواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) عن ابن عمر من قوله: ((من جعل الهموم)) إلى آخره.
ــ
يعبرون عليك إلى بلائهم وسلما يصعدون فيك إلى ضلالهم، يدخلون الشك بك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهلاء؛ فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك، وما أكثر ما أخذوا منك فيما أفسدوا عليك من دينك! فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله فيهم:{فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} فإنك تعامل من لا يجهل، وتحفظ عليك من لا يغفل، فداو دينك فقد دخله سقم، وهيئ زادك فقد حضر السفر البعيد، وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، والسلام. وعن محمد بن مسلمة: الذباب على العذرة أحسن من قارئ على باب هؤلاء.
الحديث الخامس عشر عن عبد الله بن مسعود: قوله: ((لسادوا به)) وذلك أن العلم رفيع القدر، يرفع قدر من يصونه من الابتذال، قال الله تعالى:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. قال الزهري: العلم ذكر لا يحبه إلا ذكور الرجال أي الذين يحبون معالي الأمور، ويتنزهون عن سفافها.
قوله:((سمعت نبيكم)) هذا الخطاب توبيخ للمخاطبين، حيث خالفوا أمر نبيهم، فخولف بين العبارتين افتتاناً. هم بالأمر يهم إذا عزم عليه. قوله:((الشعب)) من الوادي ما اجتمع منه