للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٥٧٥٤ - عن خباب بن الأرت، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فأطالها. قالوا: يا رسول الله! صليت صلاةً لم تكن تصليها قال: ((أجل، إنها صلاة رغبة ورهبة، وإني سألت الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها)). رواة الترمذي، والنسائي. [٥٧٥٤]

٥٧٥٥ - وعن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِن الله عز وجل أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعاً، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة)). رواه أبو داود. [٥٧٥٥]

ــ

الفصل الثاني

الحديث الأول عن خباب رضي الله عنه:

قوله: ((وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض)) هو من قوله تعالى: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} المعنى: يخلطكم فرقاً مختلفين على أهواء شتى، كل فرقة منكم متابعة لإمام، وينشب القتال بينكم وتختلطوا وتشتبكوا في ملاحم القتال، يضرب بعضكم رقاب بعض.

الحديث الثاني عن أبي مالك رضي الله عنه:

قوله: ((وأن لا يظهر أهل الباطل)) تو: يريد أن الباطل وإن كثر أنصاره فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره، ولم يكن ذلك بحمد الله مما ابتلينا به من الأمر الفادح والمحنة العظمى بتسليط الأعداء علينا مع استمرار الباطل، فالحق أبلج والشريعة قائمة لم تخمد نارها ولم يندرس منارها.

أقول: وحرف النفي في القرائن زائد، مثله في قوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} وفائدته توكيد معنى الفعل الذي يدخل عليه وتحقيقه، وذلك أن الإجارة تثبت إذا كانت الخلال مثبتة لا منفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>