من النبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي. ثم قرأ:{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا ولي المؤمنين}. رواه الترمذي. [٥٧٦٩]
٥٧٧٠ - وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق، وكمال محاسن الأفعال)) رواه في ((شرح السنة)). [٥٧٧٠]
ــ
((وإن وليي أبي)) يعنى به إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقد بينه بقوله:((وخليل ربي))، وفي كتاب المصابيح:((وإن وليي ربي)) وهو غلط، ولعل الذي حرف هذا دخل عليه من قوله سبحانه:{إن وليي الله الذي نزل الكتاب} والرواية على ما ذكرناه هو الصواب.
مظ: لو كان كما ذكره التوربشتي لكان قياس التركيب أن يكون: وليي أبي خليل ربي من غير واو العطف الموجب للمغايرة، وبإضافة الخليل إلى ربي ليكون عطف بيان لأبي.
أقول: والرواية المعتبرة كما ذكره الشيخ في جامع الترمذي وجامع الأصول، وكذا في مسند أحمد بن حنبل أيضًا، وأيضًا لو ذهب إلى أن خليل ربي عطف بيان بلا واو لزم خمول كون إبراهيم عليه الصلاة والسلام أبا النبي صلى الله عليه وسلم ووليه فأتى به بياناً، وإذا جعل معطوفاً عليه لزم شهرته به، والعطف يكون لإثبات وصف آخر له عليه الصلاة والسلام على سبيل المدح، فعلى ما عليه الرواية يلزم مدحه مرتين بخلاف ذلك، ونحوه في الاعتبار قول الشاعر:
إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا
أي أنا أذكر من لا يخفي شأنه ولا يفعل كذا، فلو جعل بنو نشهل خبراً لزم خمول المتكلم أو الجهل بارتفاع شأن قومه.
فإن قلت: لزم من قوله: ((لكل نبي ولاة)) أن يكون لكل واحد منهم أولياء متعددة؟.
قلت: لا لأن النكرة المفردة إذا وقعت في مكان الجمع أفادت الاستغراق، أي: أن لكل واحد واحداً لقوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام}.
الحديث السابع عشر عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((مكارم الأخلاق)) هو من إضافة الصفة إلى الموصوف كقولهم: جرد قطيفة، وأخلاق ثياب.