لك الله ما تقدم من ذنبك وما تقدم من ذنبك وما تأخر} قالوا: وما فضله على الأنبياء؟ قال: قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء} الآية، وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم:{وما أرسلناك إلا كافة للناس} فأرسله إلى الجن والإنس.
٥٧٧٤ - وعن أبي ذر الغفاري، قال: قلت: يا رسول الله! كيف علمت أنك نبي حتى استيقنت؟ فقال:((يا أبا ذر! أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما إلى الأرض، وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. قال فزنه برجل، فوزنت به فوزنته، ثم قال: زنه بعشرة، فوزنت بهم فرجحتهم، ثم قال، كأني أنظر إليهم ينتثرون على من خفة الميزان. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لو وزنته بأمته لرجحها)). رواهما الدارمي. [٥٧٧٤]
ــ
((زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها، فسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها)).
قوله:((فأرسله)) الفاء للتعقيب، ظاهر العبارة يقتضي أن يكون للنتيجة وتوجيهه أن تعريف:((الناس)) لاستغراق الجنس، وكافة تكف كل فرد من أفراد هذا الجنس أن يخرج من الإرسال، لأن ((كافة)) إما حال من المفعول أو صفة مصدر محذوف، والجن تبع للإنس، وهداية الجن تابعة لهداية الإنس، فمن طريق هذا الالتزام يلزم تناول رسالته صلى الله عليه وسلم للثقلين جميعاً.
الحديث الثاني عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((حتى استيقنت؟)) حتى غاية للعلم، أي كيف تدرجت في العلم حتى بلغ علمك غايته التي هي اليقين؟.
قوله:((فوزنته)) أي غلبته في الوزن.
((ينتثرون على)) أي يتساقط الألف الموزون على من خفة تلك الكفة.
وفيه: أن الأمة كما يفتقرون في معرفة كون النبي صادقاً إلى إظهار خوارق العادات بعد التحدي، كذلك النبي يفتقر في معرفة كونه نبياً إلى أمثال هذه الخوارق.