٥٨٠٨ - وعن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يأتون بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه بالغداة الباردة فيغمس يده فيها. رواه مسلم.
٥٨٠٩ - وعنه، قال: كانت أمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت. رواه البخاري.
٥٨١٠ - وعنه، أن امرأة كانت في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة، فقال:((يا أم فلان! انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك)) فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها. رواه مسلم.
٥٨١١ - وعنه، قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً، كان يقول عند المعتبة:((ما له ترب جبينه؟!)). رواه البخاري.
ــ
قوله:((جاءوه بالغداة الباردة)) فيه تكلف المشاق لتطييب قلوب الناس لا سيما مع الخدم والضعفاء، وليتبركوا بإدخال يده الكريمة في أوانيهم، وبيان تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الضعفاء.
الحديث الحادي عشر عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((ولا لعاناً ولا سباباً)) فإن قلت: بناء فعل للتكثير أو للمبالغة، ونفيه لا يستلزم نفي اللعن والسب مطلقاً؟.
قلت: المفهوم هنا غير معتبر لأنه وارد في مدحه صلى الله عليه وسلم، فإن أريد التكثير فيعتبر بحسب من يستحق اللعن من الكفار والمنافقين، أي ليس لعاناً لكل واحد منهم، وإن أريد المبالغة كان المعنى: أن اللعن بلغ في العظم بحيث لولا الاستحقاق لكان اللاعن بمثله لعاناً بليغ اللعن، نحو قوله تعالى:{وأن الله ليس بظلام للعبيد}.
قوله:((ترب جبينه)) [نه]: أي غاية ما يقول عند الغضب والمخاصمة هذه الكلمة، وهي أيضًا ذات وجهين، إذ يحتمل أن تكون دعاء على المقول له بمعنى رغم أنفك، وأن تكون دعاء له بمعنى سجد لله وجهك.