٥٨٢٣ - وعن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: دخل نفر على زيد بن ثابت، فقالوا له: حدثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا. وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي. [٥٨٢٣]
٥٨٢٤ - وعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن وجهه، ولم ير مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له. رواه الترمذي. [٥٨٢٤]
٥٨٢٥ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئاً لغد. رواه الترمذي. [٥٨٢٥]
٥٨٢٦ - وعن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت. رواه في ((شرح السنة)). [٥٨٢٦]
ــ
قوله:((كان بشراً)) تمهيد لما تقوله بعده، لأنه لما رأت اعتقاد الكفار أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يليق بمنصبه أن يفعل ما يفعل غيره من عامة الناس، وجعلوه كالملوك فإنهم يترفعون عن الأفعال العادية الدنيئة تكبراً، كما حكى الله تعالى عنهم في قوله:{مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} فقالت: إنه صلى الله عليه وسلم كان خلقاً من خلق الله تعالى، وواحداً من أولاد آدم شرفه الله تعالى بالنبوة، وكرمه بالرسالة، وكان يعيش مع الخلق بالخلق، ومع الحق بالصدق فيفعل مثل ما فعلوا، ويعينهم في أفعالهم تواضعاً وإرشاداً لهم إلى التواضع ورفع الترفع، وتبليغ الرسالة من الحق إلى الخلق كما أمر، قال تعالى:{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي}.
الحديث الخامس والسادس عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((ولم ير مقدماً ركبتيه)) قيل: أي ما كان يجلس في مجلس بحيث تكون ركبتاه متقدمتين على ركبتي صاحبه، كما يفعل الجبابرة في مجالسهم.
وقيل: لم يكن يرفع ركبتيه عند من يجالسه، بل كان يخفضهما تعظيماً لجليسه.