٥٨٣١ - عن عمرو بن سعيد، عن أنس، قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم ابنه مسترضعاً في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قيناً، فيأخذه فيقبله ثم يرجع. قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة)) رواه مسلم.
٥٨٣٢ - وعن علي، أن يهودياً يقال له: فلان، حبر، كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير، فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:((يا يهودي! ما عندي ما أعطيك)). قال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذًا أجلس معك)) فجلس معه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة،
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عمرو بن سعيد رضي الله عنه:
قوله:((أرحم بالعيال)) مح: هذا هو المشهور، ويروى ((بالعباد)).
و ((العوالي)): القرى التي عند المدينة.
والظئر: بكسر الظاء مهموزة، المرضعة ولد غيرها، وزوجها ظئر لذلك المرضع، والظئر يقع على الأنثى والذكر.
والقين: الحداد.
قوله:((إنه مات في الثدي)) أي مات في سن رضاع الثدي، أو في حال تغذيته بلبن الثدي.
ومعنى:((تكملان رضاعه)) أي تتمانه سنتين، فإنه توفي وله سنة عشر شهراً - أو سبعة عشر شهراً - فترضعانه بقية السنتين.
قال صاحب التحرير: وهذا الإتمام لإرضاع إبراهيم يكون عقيب موته، ويدخل الجنة متصلاً بموته فيتم فيها رضاعه كرامة له ولأبيه صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني عن علي رضي الله عنه:
قوله:((يهودي يحبسك؟)) همزة الإنكار مقدرة، والتنكير فيه للتحقير.