٥٨٣٩ - وعن أنس، قال: توفاه الله على رأس ستين سنة. متفق عليه.
٥٨٤٠ - وعنه، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين. رواه مسلم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: ثلاث وستين، أكثر.
٥٨٤١ - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات
ــ
قوله:((ويرى الضوء سبع سنين)) يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان يرى من أمارات النبوة سبع سنين النبوة ضياء مجردًا، وما رأي معه ملكًا، وهو معنى قوله:((ولايرى شيئًا)) أي سوى الضوء، قالوا: والحكمة في رؤية الضوء المجرد دون رؤية الملك حصول استئناسه أولا بالضوء المجرد، وذهاب روعه، إذ في رؤية الملك مظنة ذهول وذهاب عقل لغلبة دهشته فإنه أمر خطير.
الحديث الثالث إلى الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها:
قوله:((قالت: أول مابدئ به)) ((مح)): هذا الحديث من مراسيل الصحابة، فإن عائشة رضي الله عنها لم تدرك هذه القضية فتكون سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم أو من صحابي، ومرسل الصحابي حجة عند جمهور العلماء، إلا ما انفرد به الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني.
أقول: والظاهر أنها سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم لقولها: قال: ((فأخذني فغطني)) فيكون قولها: ((أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي)) حكاية ما تلفظ به صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى:{قل للذين كفروا ستغلبون} بالتاء والياء على تأويل أن النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي لفظ ما أوحى إليه أو معناه، فلا يكون الحديث حينئذ من المراسيل.
قوله:((مثل فلق الصبح)) ((قض)): شبه ماجاءه في اليقظة ووجده في الخارج طبقًا لما رآه في المنام بالصبح في إنارته ووضوحه.
والفلق: الصبح، لكنه لما كان مستعملا في هذا المعنى وفي غيره أضيف إليه للتخصيص والبيان، إضافة العام إلى الخاص، كقولهم: عين الشيء ونفسه.
أقول: للفلق شأن عظيم ولذلك جاء وصفًا لله تعالى في قوله سبحانه: {فالق الإصباح}