المدثر. قم فأنذر وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر}، ثم حمي الوحي وتتابع)). متفق عليه.
ــ
والجواب أنه لا يجوز فيما نحن بصدده أن يقدر تقديم حرف العطف على الهمزة لأن قوله صلى الله عليه وسلم: ((أو مخرجي هم؟)) جواب ورد على قوله: ((إذ يخرجك قومك)) على سبيل الاستبعاد والتعجب فيكف يستقيم العطف؟ ولأن هذه جملة إنشائية وتلك خبرية، والحق أن الأصل أمخرجي هم؟ فأريد مزيد استبعاد وتعجب فجيء بحرف العطف على تقدير: على أو ماضي، أو هم مخرجي، وأما إنكار الحذف في مثل هذه المواضع فمستبعد لأن مثل هذه الحذوف من حلية من رشح بالبلاغة لاسيما قد شحن التنزيل بمثلها، على أن الحذف المردود هو ما لا دليل عليه ولا أمارة قائمة عليه، والدليل هنا وجود العاطف، ولا يجوز العطف على المذكور فيجب أن يقدر بعد الهمزة ما يوافق المعطوف تقريرًا للاستبعاد وشدا لعضده.
وقال: ((مخرجي)) خبر مقدم، وهم مبتدأ مؤخر، ولا يجوز العكس لأن مخرجي نكرة فإن إضافته إضافة غير محضة، ولو روي ((مخرجي)) مخفف الياء على أنه مفرد لجاز وجعل مبتدأ وما بعده فاعل سد مسد الخبر، لأن مخرجي معتمدة على همزة الاستفهام مستندة إلى ما بعدها لأنه وإن كان ضميرًا فإنه منفصل والمنفصل من الضمائر يجري مجرى الظاهر، ومنه قول الشاعر:
أمنجز أنتم وعدًا وثقت به أم اقتفيتم جميعًا نهج عرقوب
((وإن يدركني يومك)) ((قض)): يريد الزمان الذي أظهر فيه الدعوة أو عاداه قومه فيه وقصدوا إيذاءه وإخراجه.
و ((المؤزر)) البالغ في القوة من الأزر وهو القوة.
و ((لم ينشب)) أي لم يلبث ولم يبرح وأصله أنه لم يتعلق بشيء، أو لم يشتغل فكنى به عن ذلك.
قوله: ((أن توفي)) بدل اشتمال من ورقة، أي لم تلبث وفاته.
وقوله: ((فيما بلغنا)) معترض بين الفعل ومصدره.
و ((الشواهق)) الجبال العالية.
((فيسكن لذلك جأشه)) أي اضطراب قلبه وقلقه.
الحديث السادس عن جابر رضي الله عنه:
قوله: ((فجئثت)) ((تو)): جئث الرجل إذا أُفزع، وكذلك جئف.
وقوله: ((رعبًا)) أي ممتلئًا رعبًا، ويجوز أن يكون معناه: مرعوبًا كل الرعب، ويحتمل أن يكون من ((الجأث)) وهو الإفزاع بالرعب لاقتران معنييهما، وهو أن الفزع انقباض ونقار يعترى