للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ساجدًا حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبُّهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: ((اللهم عليك بقريش)) ثلاثًا - وكان إذا دعا؛ دعا ثلاثًا، وإذا سأل! سأل ثلاثا -: ((اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد)). قال عبد الله: فو الله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأتبع أصحاب القليب لعنة)). متفق عليه.

٥٨٤٨ - وعن عائشة: أنها قالت: يارسول الله؟ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟ فقال: ((لقد لقيت من قومك، فكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت - وأنا مهموم - على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وماردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم)) قال: ((فناداني ملك

ــ

وقوله: ((وأتبع أصحاب القليب لعنة)) أي أتبع عذابهم الدنيا بعذاب الآخرة من قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} أي بئس العون المعان، فإذا اللعنة لما تبعتهم كأنها رفدتهم على سبيل ما يستوجبون به العذاب على التهكمية فلما أعينت في الآخرة بلعنة أخرى صارت مرفودة، فإذن اللعنة ملعونة، وفي الحقيقة [هم] الملعونون دنيا وعقبى.

الحديث الحادي عشر عن عائشة رضي الله عنها:

قوله: ((أشد مالقيت)) خبر كان؛ واسمه عائد على مقدر وهو مفعول قوله: ((لقد)).

و ((يوم العقبة)) ظرف كان، المعنى: كان مالقيت من قومك يوم العقبة أشد مالقيت منهم، وأراد بالعقبة التي بمنى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عند العقبة في الموسم يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، فدعا ابن عبد ياليل فما أجاب إلى ما أراد صلى الله عليه وسلم.

ووضع ((إذا)) التي هي للاستقبال موضع ((إذا)) استحضارًا لتلك الحالة الفظيعة.

و ((على وجهي)) متعلق بقوله: ((انطلقت)) أي: انطلقت حيرانًا هائمًا لا أدري أين أتوجه من شدة ذلك ولم أستفق مما أنا فيه من الغم حتى بلغت ((قرن الثعالب)).

و ((القرن)) جبل صغير، و ((قرن الثعالب)) جبل بعينه بين مكة والطائف.

وقوله: ((لتأمرني بأمرك)) أي بشأنك وبما تريده.

<<  <  ج: ص:  >  >>