لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة قال: فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق فراجعت، فوضع شطرها فرجعت إلى موسى، فقلت: وضع شطرها، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته؛ فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال: راجع بك فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي؟ ثم أدخلت الجنة فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)) متفق عليه.
٥٨٦٥ - وعن عبد الله، قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها،
ــ
قال الله تعالى:{أوحي لها} أي إليها، والمعنى أني إنما قمت مقاماً بلغت فيه من رفعة المحل إلى حيث طلعت على الكوائن وظهر لي ما يراد من أمر الله وتدبيره في خلقه، وهذا والله هو المنتهى الذي لا تقدم فيه لأحد عليه.
أقول: لام الغرض وإلى الغاية يلتقيان في المعنى.
الكشاف في قوله تعالى:{كل يجري إلى أجل مسمى} فإن قلت: يجري لأجل مسمى ويجري إلى أجل مسمى أهو من تعاقب الحرفين؟
قلت: كلا، ولا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع ضيق الطعن، ولكن المعنيين- أعني: الانتهاء والاختصاص- كل واحد منهما ملائم لصحة الغرض، لأن قولك:((يجري إلى أجل مسمى)) معناه يبلغه وينتهي إليه، وقولك:((يجري لأجل مسمى)) يريد يجري لإدراك أجل مسمى.
وقوله:((لا يبدل القول لدي)) يحتمل أن يراد أني ساويت بين الخمس والخمسين في الثواب وهذا القول غير مبدل، أو جعلت الخمسين خمساً ولا تبديل فيه.
وقوله:((استحييت من ربي)) لا يناسب المعنى الثاني.
و ((الجنابذ)) جمع جنبذة وهي القبة.
الحديث الرابع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قوله:((في السماء السادسة)) هكذا هو في جامع الأصول.
قال القاضي عياض: كونها في السماء السابعة هو الأصح وقول الأكثرين، وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى.