للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٦٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كرباً ما كربت مثله، فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي. فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شئونه، وإذا عيسى قائم يصلي، أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي، فإذا إبراهيم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم- يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة، قال لي قائل: يا محمد هذا مالك خازن النار فسلم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام)) رواه مسلم.

وهذا الباب خال عن: الفصل الثاني

ــ

وإنما أوثر الإعطاء لما عبر عنهما بكنز تحت العرش، وروينا عن أحمد بن حنبل عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي)) وكان لنبينا صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى مقامان يغبطان الأولون والآخرون. أحدهما في الدنيا ليلة المعراج، وثانيهما في العقبى وهو المقام المحمود، ولا أهتم فيهما بشأن إلا بشأن هذه الأمة المرحومة.

الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((من بيت المقدس ((مح)) فيه لغتان: فتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال المخففة، والثانية: ضم الميم وفتح القاف والدال المشددة، ولم أضبطهما.

قوله: ((كرباً)) كذا في الصابيح، وفي شرح صحيح مسلم ((كربة)).

مح: الضمير في ((مثله)) يعود إلى معنى الكربة وهو الغم والهم، أو الشيء.

قال الجوهري: الكربة بالضم الغم الذي يأخذ النفس لشدته.

قوله: ((فرفعه الله لي)) أي رفع حجاب بيت المقدس لي لأنظر إليه.

قوله: ((قائم يصلي أشبه الناس)) أخبار متعاقبة لإبراهيم.

قوله: ((فأممتهم)) مح: قال القاضي عياض: فإن قيل: كيف رأى موسى عليه الصلاة والسلام يصلي، وأم صلى الله عليه وسلم الأنبياء في بيت المقدس ووجدهم على مراتبهم في السموات؟

والجواب: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم رآهم وصلى بهم في بيت المقدس ثم صعدوا إلى السماء فوجدهم فيها، وأن يكون اجتماعه بهم وصلاته معهم بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى.

قوله: ((فبدأني بالسلام)) إنما بدأ بالسلام ليزيل ما استشعر من الخوف منه، بخلاف سلامه على الأنبياء ابتداء كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>