عنه:((الآن نغزوهم ولا يغزونا، نحن نسير إليهم)). رواه البخاري.
٥٨٨٠ - وعن عائشة، قالت: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال:((قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعته، اخرج إليهم)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأين)) فأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم متفق عليه.
٥٨٨١ - وفي رواية للبخاري قال أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعاً في زقاق بني غنم موكب جبريل عليه السلام حين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة.
٥٨٨٢ - وعن جابر، قال: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ به ونشرب إلا ما في ركوتك. فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون. قال: فشربنا وتوضأنا قيل لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة متفق عليه.
ــ
وقوله:((الآن نغزوهم)) إخبار بأنه قلت شوكة المشركين من اليوم فلا يقصدوننا البتة بعد بل نحن نغزوهم، ونقتلهم وتكون عليهم دائرة السوء، وكان كما قال فكان معجزة.
الحديث الثالث عشر عن عائشة رضي الله عنها:
قوله:((موكب جبريل)) في صحيح البخاري وشرح السنة وأكثر نسخ المصابيح بدون ((من)) نصيباً على نزع الخافض، وفي بعضها بإثبات ((من)).
نه: الموكب جماعة ركاب يسيرون برفق.
الحديث الرابع عشر عن جابر رضي الله عنه:
قوله:((خمس عشرة مائة)) عدل عن الظاهر لاحتماله التجوز في الكثرة والقلة، وهذا يدل على أنه اجتهد فيه وغلب ظنه على هذا المقدار، وقول البزار في الحديث الذي يتلو هذا الحديث:((كنا أربع عشرة مائة)) كان عن تحقيق، لما سبق في الفصل الثاني من باب قسمة الغنائم أن أهل الحديبية كانوا ألفاً وأربعمائة تحقيقاً، وقول من قال: هم ألف وخمسمائة وهم.