للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٧٨ - وعن أبي قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين يحفر الخندق فجعل يمسح رأسه ويقول: ((بؤس ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية)) رواه مسلم.

٥٨٧٩ - وعن سليمان بن صرد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أجلي الأحزاب

ــ

وقوله: ((لتغط)) بكسر الغين المعجمة، أي يغلي ويسمع غليانه.

وقوله: ((كما هي)) ما كافة وهي مصححة لدخول الكاف على الجملة، وهي مبتدأ والخبر محذوف، أي كما هي قبل ذلك.

مح: قد تظاهرت الأحاديث بمثل هذا من تكثير الطعام القليل، ونبع الماء وتكثيرة، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع، وغير ذلك مما هو معروف حتى صار مجموعها بمنزلة التواتر وحصل العلم القطعي وقد مع العلماء أعلاماً من دلائل النبوة في كتبهم كالقفال الشاشي، وصاحبه أبي عبد الله الحليمي، وأبي بكر البيهقي، وغيرهم مما هو مشهور، وأحسنها كتاب البيهقي، ولله الحمد ما أنعم به على نبينا صلى الله عليه وسلم وعلينا بإكرامه.

الحديث الحادي عشر عن أبي قتادة رضي الله عنه:

قوله: ((حين يحفر الخندق)) حكاية الحال الماضية، وكذا ((يقول)).

وقوله: ((تقتلك الفئة الباغية)) بيان لقوله: ((بؤس ابن سمية)) وكان من الظاهر أن يقال: تقتله، ولما كان المراد بهذا البؤس نفسه استقام ذلك.

قض: البؤس الشدة.

وسمية بالضم اسم أم عمار بن ياسر.

والمعنى: يا بؤس عمار احضري هذا أوانك، نادي بؤسه وأراد نداءه، ولذلك خاطبه بقوله: ((ستقتلك الفئة الباغية)) يريد به معاوية وقومه، فإنه قتل يوم الصفين.

واتسع في حذف ((يا)) وهي لا تحذف عن أسماء الأجناس.

الحديث الثاني عشر عن سليمان بن صرد رضي الله عنه:

قوله: ((أجلى الأحزاب)) وهم قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من بني كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان، وخرج غطفان في ألف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عيينة بن حصن، وعامر بن الطفيل في هوازن، وضامتهم اليهود من قريظة والنضير، ومضى على الفريقين من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة، حتى أنزل الله تعالى النصر بأن أرسل عليهم ريح الصبا وجنود لم يروها وهم الملائكة، وقذف في قلوبهم الرعب، فقال طلحة بن خويلد الأسدي: النجاء النجاء، فانهزموا من غير قتال، وهذا معنى الإجلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>