للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٠٢ - وعن أنس، قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله! هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي- أو غيره- فقال: يا رسول الله! تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: ((اللهم حالينا ولا علينا)). فما يشير إلى ناحية من السحاب إلى انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهراً، ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

ــ

الحديث التاسع والعشرون والحديث الثلاثون عن أبي أيوب رضي الله عنه:

قوله: ((وجبت)) أي غربت، وأصله من السقوط، قال تعالى: {فإذا وجبت جنوبها} أي سقطت.

الحديث الحادي والثلاثون عن جابر رضي الله عنه:

قوله: ((قرب المدينة)) نصب على انتزاع الخافض والخبر متعلقه.

قوله: ((تكاد أن تدفن)) قال المالكي: وقع خبر كاد مقروناً بأن وهو صحيح، لكن وقوعه غير مقرون بأن أكثر وأشهر، ولذلك لم يقع في القرآن إلا غير مقرون بها، والسبب المانع من الاقتران في باب المقاربة هو دلالة الفعل على الشروع كطفق وجعل فإن ((أن)) تقتضي الاستقبال، وفعل الشروع يقتضي الحال فتنافيا، وما لا يدل على الشروع كعسى وأوشك وكرب وكاد فمقتضاه مستقبل فاقتران خبره بأن مؤكد لمقتضاه، فإذا انضم إلى هذا التعليل استعمال فصيح ونقل صحيح كما في الحديث المذكور وغيره من قول أنس: ((فما كدنا أن نصل إلى منازلنا)) وبعض الصحابة: ((والبرمة: بين الأثافي قد كادت أن تنضج)) وقول خبير: ((كاد قلبي أن يطير)) تأكد الدليل على الجواز ولم يوجد لمخالفته سبيل، وقد اجتمع الوجهان في قول عمر رضي الله عنه: ((ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب)).

الحديث الثاني والثلاثون عن أبي سعيد رضي الله عنه:

قوله: ((لخلوف)) نه: يقال: حي خلوف إذا غاب الرجال وأقام النساء، ويطلق على المقيمين والظاعنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>