٥٩٠٥ - وعن أنس، أن أهل المدينة فزعوا مرة، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة بطيئاً، وكان يقطف، فلما رجع قال:((وجدنا فرسكم هذا بحراً)). فكان بعد ذلك لا يجاري.
وفي رواية: فما سبق بعد ذلك اليوم. رواه البخاري.
٥٩٠٦ - وعن جابر قال: توفي أبي وعليه دين، فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه، فأبوا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقتل: قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك ديناً كثيراً، وإني أحب أن يراك الغرماء، فقال لي:((اذهب فبيدر كل تمر على ناحية ففعلت، ثم دعوته، فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدراً ثلاث مرات ثم جلس عليه، ثم قال: ((ادع لي أصحابك)). فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته، وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدين ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم الله البيادر كلها، وحتى إني أنظر
ــ
بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت)) وهذا أنسب لأن الناحية إنما تنسب إلى السماء وهي التي تنكشف عن السحاب.
الجوهري: والفرج في قول أبي ذؤيب:
وللشر بعد القارعات فروج
أي تفرج وانكشاف.
وقال المالكي: وفي ((فما جعل يشير)) غرابة لأن أفعال الشروع إن صحبها نفي كان مع خبرها نحو جعلت لا ألهو، وقد ندر في هذا الحديث دخول فاء على جعل، وسهل ذلك أن معنى ما جعل يفعل وجعل لا يفعل واحد.
قوله:((قناة شهرا)) نصب على الحال أو المصدر على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه أي: مثل القناة، أو: سيلان القناة في الدوام والاستمرار والقوة والمقدار.