للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩١٧ - وعن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في أصحابي- وفي رواية قال: في أمتي- اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة: سراج من نار يظهر في أكتافهم حتى تنجم في صدورهم)). رواه مسلم.

وسنذكر حديث سهل بن سعد: ((لأعطين هذه الراية غداً)) في (باب مناقب علي)) [رضي الله عنه].

وحديث جابر ((من يصعد الثنية)) في ((باب جامع المناقب)) إن شاء الله تعالى.

ــ

الوادي فإنه أوسع لكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ الثنية)) فلما سمع المنافقون طمعوا في المكر به فاتبعوه متلثمين وهم اثنا عشر رجلا، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خشفة القوم من روائه فأمر حذيفة أن يردهم، فاستقبل حذيفة وجوه رواحلهم بمحجن كان معه فضربها ضرباً فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة، فانقلبوا مسرعين على أعقابهم حتى خالطوا الناس، فأدرك حذيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لحذيفة: هل عرفت منهم أحداً؟ قال: لا فإنهم كانوا متلثمين ولكن أعرف رواحلهم، فقال: لحذيفة: هل عرفت منهم أحداً؟ قال: لا فإنهم كانوا متلثمين ولكن أعرف رواحلهم، فقال: إن الله تعالى أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبرك بهم إن شاء الله عند الصباح، فمن ثمة كان الناس يراجعون حذيفة في أمر المنافقين، وقد ذكر عن حذيفة أنهم كانوا أربعة عشر فتات اثنان ومات اثنا عشر رجلاً على النفاق على ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وقد اطلعت على أسمائهم في كتاب حفاظ الحديث مروية عن حذيفة، غير أني وجدت في بعضها اختلافاً فلم أر أن أخاطر بديني فيما لا ضرورة لي.

قوله: ((تكفيهم الدبيلة)) قض: الدبيلة في الأصل تصغير الدبل وهي الداهية، فأطلقت على قرحة رديئة تحدث في باطن الإنسان.

ويقال لها: الدبلة بالفتح والضم.

وفسرها في الحديث بنار تخرج في أكتافهم.

((حتى تنجم)) أي تظهر، من نجم ينجم بالضم إذا طلع وظهر، ولعله أراد بها ورماً حاراً يحدث في أكتافهم بحيث يظهر أثر تلك الحرارة وشدة لهبها في صدورهم ممثلة بسراج من نار وهو شعلة المصباح.

وقد روي عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عرفه إياهم، وأنهم هلكوا كما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>