هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟)). قالوا: نعم. قال:((فما حملكم على ذلك؟)) قالوا: أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك، وإن كنت صادقاً لم يضرك. رواه البخاري.
٥٩٣٦ - وعن عمرو بن أخطب الأنصاري، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الفجر وصعد على المنبر فخطبنا، حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا، حتى حضرت العصر. ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا. رواه مسلم
٥٩٣٧ - وعن معن بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقاً: من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ قال: حدثني أبوك- يعني عبد الله بن مسعود- أنه قال: آذنت بهم شجرة. متفق عليه.
ــ
وأشار صلى الله عليه وسلم بقوله:((اخسئوا)) إلى خلودهم فيها، قال تعالى:{اخسئوا فيها ولا تكلمون} وهو في الأصل زجر الكلب.
وقوله:((أن نستريح)) مفعول لأردنا، وجزاء الشرط المتوسط بين الفعل والمفعول محذوف لوجود القرينة، أي إن كنت كاذبا يضرك فنستريح منك، وإن كنت صادقاً لم يضرك فتنتفع بهدايتك، وحاصله أردنا الامتحان.
الحديث الثالث عن عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه:
قوله:((فأعلمنا)) أي أحفظنا، أي أعلمنا الآن أحفظنا يومئذ.
الحديث الرابع والخامس عن أنس رضي الله عنه:
قوله:((فجعل لا يراه)) كأنه إتباع لقوله: ((فجعلت أقول)) أي طفقت أريه الهلال فهو لا يراه فأقحم ((جعل)) مشاكلة كما أقحم: ((ولا تحسبنهم)) في قوله تعالى: {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب}: تأكيداً لقوله: {لا تحسبن الذين يفرحون}.
قوله:((سأراه)) أي لا يهمني الآن رؤيته بتعب وسأراه بعد من غير تعب.