للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أين صاحبك هذا، قال: لا أدري. فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال. رواه أحمد. [٥٩٣٤]

٥٩٣٥ - وعن أبي هريرة، قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود)). فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني سائلكم عن شيء فهل أنتم مصدقي عنه؟)) قالوا: نعم يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أبوكم؟)) قالوا: فلان. قال: ((كذبتم، بل أبوكم فلان)). قالوا: صدقت وبررت. قال: ((فهل أنتم مصدقي عن شيء إن سألتكم عنه؟)). قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كما عرفته في أبينا. فقال لهم: ((من أهل النار؟)) قالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً)). ثم قال: ((هل أنتم مصدقي عن شيء إن سألتكم عنه؟)). فقالوا: نعم يا أبا القاسم قال:

ــ

قوله: ((فهل أنتم مصدقي)) وفي أصل المالكي: ((فهل أنتم صادقوني)) قال: كذا في ثلاثة مواضع في أكثر النسخ، قال: مقتضى الدليل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لتقيها من خفاء الإعراب، فلما منعوها ذلك كان الأصل متروكاً فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل، كقول الشاعر:

وليس يعييني وفي الناس ممتنع صديق إذا أعي ((عليك)) صديق

ولما كان لأفعل التفضيل شبه بفعل التعجب اتصلت به النون المذكورة أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((غير الدجال أخوفني عليكم)) والأصل أخوف مخوفاتي عليكم فحذف المضاف إلى الياء وأقيمت هي مقامه فاتصلت أخوف بها مقرونة بالنون كما اتصل معنى في البيت المذكور.

قوله: ((وبررت)) بالكسر أي أحسنت.

وقوله: ((نكون فيها يسيراً)) هذا هو الذي حكى الله تعالى عنهم في قوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات}.

<<  <  ج: ص:  >  >>