للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوقف عليه، فقال: السلام عليك أبا خبيب! السلام عليك أبا خبيب! السلام عليك أبا خبيب! أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولا للمرحم، أما والله لأمة أنت شرها لأمة سوء- وفي رواية لأمة خير- ثم نفذ عبد الله ابن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلى من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتي، فأخذ نعليه، ثم انطلق بتوذف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا بن ذات النطاقين!

ــ

وقوله: ((أنهاك عن هذا)) المشار إليه بهذا إلى صلبه، يعني كنت أنهاك عما يؤدي إلى ما أراك فيه فعلى هذا هو من وادي قوله تعالى: {إنما يأكلون في بطونهم ناراً}.

وقوله: ((إن كنت)) هي المخففة من الثقيلة، وضمير الشأن محذوف وما زائدة.

وقوله: ((وصولا للرحم)) بفتح الواو، مح: قال القاضي عياض: هذا أصح من قول بعض الإخباريين ووصفه بالإمساك، وقد عده صاحب كتاب الأجواد فيهم، وهو المعروف من أحواله.

قوله: ((لأمة أنت شرها لأمة خير)) هكذا هو مروي عن مشايخنا، وكذا نقله القاضي عياض عن جمهور رواة صحيح مسلم ونقله القاضي عن رواية السمرقندي: ((لأمة سوء)) قال: وهو خطأ وتصحيف.

((ثم نفذ)) أي مضى وذهب.

وقوله: ((من يسحبك بقرونك)) أي: يجرك بضفائر شعرك.

و ((سبتي)) بكسر السين المهملة وإسكان الباء الموحدة وتشديد الياء المثناة من تحت هي النعل التي لا شعر عليها.

و ((يتوذف)) بالواو والذال المعجمة، قال: أبو عبيد: معناه يسرع، وقيل: يتبخر.

قوله: ((ذات النطاقين)) النطاق: ما تشد به المرأة وسطها عند الأشغال لترفع به ثوبها، وسميت بذلك لأنها قطعت نطاقاً نصفين عند مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدت بأحدهما قربته وبالآخر سفرته، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ((ذات النطاقين)).

<<  <  ج: ص:  >  >>