لهم [به]، ثم يبعثه الثاني فيقولون: هل فيهم من رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفتح لهم [به] ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا، هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحداً رأى من رأى أحداً رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم [به])).
٦٠١٠ - وعن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم إن بعدهم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن)) وفي رواية: ((ويحلفون ولا يستحلفون)). متفق عليه.
ــ
وفيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل لأصحابه والتابعين وتابعيهم.
والبعث هنا الجيش.
الحديث الرابع عن عمران رضي الله عنه:
قوله:((قرني ثم الذين يلونهم)) نه: يعني الصحابة ثم التابعين، والقرن أهل كل زمان وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران، فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم.
وقيل: القرن أربعون سنة. وقيل: ثمانون، وقيل: مائة، وقيل: هو مطلق من الزمان، وهو مصدر قرن يقرن- انتهى كلامه-.
و ((ثم)) فيه بمنزلة الفاء في قوله: الأفضل فالأفضل، على أنه بيان لتراخي الرتبة في النزول، والخير الأول أطلق على ما اقتضاه معنى التفضيل من الاشتراك حتى انتهى إلى حد يرتفع فيه الاشتراك فيختص بالموصوف فلا يدخل ما بعده من قوله:((ثم إن بعدهم قوماً يشهدون ...)) الحديث فهو كما في قوله تعالى: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً}. وقولك: الصيف أحر من الشتاء.
قوله:((ويظهر فيهم السمن)) نه: في الحديث: ((ويكون في آخر الزمان قوم يتسمنون)) أي يتكبرون بما ليس فيهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف.
وقيل: أراد جمعهم الأموال.
وقيل: يحبون التوسع في المأكل والمشرب وهي أسباب السمن.
تو: كني به عن الغفلة وقلة الاهتمام بأمر الدين، فإن الغالب على ذوي السمانة أن لا يهتموا بارتياض النفوس، بل معظمهم همهم تناول الحظوظ، والتفرغ للدعة والنوم.