٦٠١١ - وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة ((ثم يخلف قوم يحبون السمانة))
الفصل الثاني
٦٠١٢ - عن عمر [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف، ويشهد ولا يستشهد، ألا من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن لشيطان ثالثهم، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)) رواه. [٦٠١٢]
٦٠١٣ - وعن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((لا تمس النار مسلماً رآني أو رأى من رآني)) رواه الترمذي [٦٠١٣]
ــ
مح: قالوا: والمذموم من السمن، ما يستكسبه، وأما ما هو خلقه فلا يدخل في هذا.
قوله:((يشهدون ولا يستشهدون)) مح: هذا مخالف في الظاهر لحديث: ((خير الشهور من يأتي بالشهادة قبل أن يسأل))؟ قالوا: والجمع بينهما أن الذم في ذلك لمن بادر بالشهادة في حق من هو عالم بها قبل أن يسألها له صاحبها، وأما المدح فهو لمن كانت عنده شهادة لأحد لا يعلم بها فيخبره بها ليستشهده عند القاضي، ويلحق به من كانت عنده شهادة في حد ورأى المصلحة في الكشف، هذا ما عليه الجمهور.
ومعنى الجمع في قوله:((يخونون ولا يؤتمنون)) أنهم يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها ثقة، بخلاف من خان حقيراً مرة واحدة فإنه لا يخرج به عن أن يكون مؤتمناً في بعض المواطن.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن عمر رضي الله عنه:
قوله:((بحبوحة الجنة)) نه: بحبوحة الدار وسطها، يقال: بحبح إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام.
قوله:((فليلزم الجماعة)) المراد بالجماعة السواد الأعظم وما عليه الجمهور من الصحابة والتابعين والسلف الصالح، فيدخل فيه حبهم وإكرامهم دخولاً أولياً.
قوله:((وهو من الاثنين أبعد)) أفعل هنا لمجرد الزيادة، ولو كان مع الثلاثة لكان بمعنى التفضيل إذ البعد مشترك بين الثلاثة والاثنين وليس بمشترك بين الاثنين والفذ على ما لا يخفى.