لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله- إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء)) هكذا رواه مسلم في ((صحيحه)) والحميدي في ((أفراد مسلم))، وكذا ابن الأثير في ((جامع الأصول)). [٢٨٩]
وذكر الشيخ محيي الدين النووي في آخر حديث مسلم علي ما رويناه، وزاد الترمذي:((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)).
والحديث الذي رواه محيي السنة في ((الصحاح)): ((من توضأ فأحسن الوضوء)) إلي آخره، رواه الترمذي في ((جامعه)) بعينه إلا كلمة ((أشهد)) قبل ((أن محمداً)).
٢٩٠ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) متفق عليه.
ــ
قوله:((أشهد أن لا إله إلا الله)) القول بالشهادتين عقيب الوضوء إشارة إلي إخلاص العمل لله، وطهارة القلب من الشرك والرياء، بعد طهارة الأعضاء من الحدث والخبث ((مح)): يستحب أن يقال عقيب الوضوء كلمتا الشهادة، هذا متفق عليه. وينبغي أن يضم إليهما ما جاء في رواية الترمذي:((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) ويضم أيضاً ما رواه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة مرفوعاً: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك)). قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضاً. قوله:((يدخل)) الأظهر أنها استئنافية؛ لصحة قيام ليدخل موقعها.
الحديث التاسع عن أبي هريرة: قوله: ((يدعون)) ((غب)): الدعاء كالنداء، لكن النداء قد يقال إذا قيل:((يا)) من غير أن يضم إليه الاسم، والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم، نحو: يا فلان، وقد يستعمل كل واحد موضع الآخر، ويستعمل استعمال التسمية، نحو: دعوت ابني زيداً، أي سميته، ودعوته إذا سألته {ادع لنا ربك يبين لنا}، ودعوته إذا استغثته، {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون}.
قوله:((غراً محجلين)) ((شف)): الغر جمع الأغر، وهو الأبيض الوجه، والمحجل من الدواب التي قوائمها بيض، مأخوذ من الحجل، وهو القيد، كأنها مقيدة بالبياض، وأصل هذا في الخيل. ومعناه أنهم إذا دعوا علي رؤوس الأشهاد أو إلي الجنة كانوا علي هذه الشية.