للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله وزيران من أهل السماء، وزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر)) رواه الترمذي [٦٠٦٥].

٦٠٦٦ - وعن أبي بكرة، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت؛ ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر؛ ثم رفع الميزان)) فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني فساءه ذلك. فقال: ((خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء)) رواه الترمذي، وأبو داود [٦٠٦٦].

ــ

قوله: ((فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل)) فيه دلالة ظاهرة على فضله صلوات الله وسلامه عليه على جبريل وميكائيل.

والوزير من الوزر: الثقل؛ لأنه يتحمل عن الملك أوزاره ومؤنه، قال تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام: {واجعل لي وزيراً من أهلي}.

الحديث الثامن عن أبي بكرة رضي الله عنه:

قوله: ((فاستاء لها)) نه: استاء بوزن افتعل من السوء وهو مطاوع ساء، يقال: استاء فلان، أي ساءه ذلك.

ويروى: ((فاستأولها)) أي طلب تأويلها بالتأمل والنظر.

تو: إنما ساءه- والله أعلم- من الرؤيا التي ذكرها ما عرفه من تأويل رفع الميزان، فإن فيه احتمالا لانحطاط رتبة الأمر في زمان القائم به بعد عمر رضي الله عنه عما كان عليه من النفاذ والاستعلاء والتمكن بالتأييد، ويحتمل أن يكون المراد من الوزن موازنة إياهم لما كان يطرأ فيها من رونق الإسلام وبهجته، ثم إن الموازنة إنما تراعي في الأشياء المتقاربة مع مناسبة ما، فيظهر الرجحان، فإذا تباعدت كل التباعد لم يوجد للموازنة معنى فلهذا رفع الميزان.

قوله: ((خلافة نبوة)) قيل: أي انقضت خلافة نبوة، يعني أن هذه الرؤيا دالة على أن الخلافة بالحق تنقضي وتنتهي حقيقتها بانقضاء خلافة عمر رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>