٦١٣٣ - وعن علي، قال: قيل لرسول الله: من نؤمر بعدك؟ قال:((إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوياً أميناً لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا علياً- ولاأراكم فاعلين- تجدوه هادياً مهدياً. يأخذ بكم الطريق المستقيم)) رواه أحمد. [٦١٣٣].
٦١٣٤ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله أبا بكر، زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وصحبني في الغار، وأعتق بلالاً من ماله، رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مراً، تركه الحق وماله من صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليا، الله أدر الحق معه حيث دار)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب [٦١٣٤].
ــ
الحديث السادس عن علي رضي الله عنه: قوله: ((أن تؤمروا أبا بكر)) يعني الأمر مفوض إليكم أيتها الأمة لأنكم أمناء مجتهدون مصيبون في الاجتهاد، ولا تجمعون إلا على الحق الصرف، وهؤلاء المذكورون كالحلقة المفرغة لا يدري أيهم أكمل فيما بدلي إليه مما يستحق به الإمارة، وفي تقديم أبي بكر رضي الله عنه بالذكر إيماء إلى تقديمه، ولم يذكر عثمان رضي الله عنه صريحاً، ولكن في قوله في حق علي رضي الله عنه:((ولا أراكم فاعلين)) أي فاعلين بعد عمر رضي الله عنه إشارة إلى أنه المتقدم عليه، أو ذكره صلى الله عليه وسلم وسقط من قلم الكاتب.
قوله:((لا يخاف في الله لومة لائم)) أي أنه صلب في الدين إذا شرع في أمر من أموره، لا يخاف إنكار منكر، ومضى فيه كالمسمار المحمي لا يرعه قول قائل ولا اعتراض معترض ولا لومة لائم يشق عليه جده. واللومة المرة من اللوم. وفيها في التنكير مبالغتان كأنه قيل: لا يخاف شيئاً قط من لوم أحد من اللوم.
الحديث السابع عن علي رضي الله عنه: قوله: ((تركه الحق وماله من صديق)) الجملة مبينة لقوله: ((يقول الحق وإن كان مراً)) لأن تمثيل الحق بالمرارة يؤذن باستبشاع الناس من سماع الحق استشباع من يذوق العلقم فيقل لذلك صديقه.
وقوله:((وماله من صديق)) حال من المفعول، هذا إذا جعل ((ترك)) بمعنى خلى، وإذا ضمن معنى صير كان هذا مفعولاً ثانياً، والواو فيه كما في قول الحماسي: