٦١٣٢ - وعن حذيفة، قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلاً أميناً. فقال ((لأبعثن إليكم رجلاً حق أمين)) فاستشرف لها لناس، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح. متفق عليه.
ــ
فا: في حديث عمر رضي الله عنه قال ابن عباس: دعاني عمر رضي الله عنه فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثور نثر الحثا، فأمرني بقسمه وهو دقاق العين لأن الريح تحثوه. انتهى كلامه.
وفيه مبالغة في الجود والإنفاق عليهن.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:((ثلاث حثيات من حثيات ربي سبحانه وتعالى)) وهو كناية عن المبالغة في الكثرة، ولعمري إن من بغض إنفاقه عليهن حديقة بيعت بأربعين ألفاً.
قوله:((من سلسبيل الجنة)) هي عين سميت به لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة مساغها، يقال: شراب سلسل وسلسال وسلسبيل، وقد زيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية، ودلت على غاية السلاسة.
وقوله:((اللهم اسق)) دعا له قبل أن يصدر عنه ما صدر من الحثى كأنه صنع الصنيعة فشكره ودعا له، ومن هنا دعت الصديقة رضي الله عنها له بهذا الدعاء حين تصدق على أمهات المؤمنين بالحديقة.
وفيه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الخامس عن حذيفة رضي الله عنه: قوله: ((حق أمين)) فيه توكيد، والإضافة نحوها: إن زيداً العالم حق عالم وجد عالم، أي عالم حقاً وجداً يعني عالم لم يبالغ في العلم جداً ولم يترك من الجد المستطاع منه شيئاً، ومنه قوله تعالى:{وجاهدوا في الله حق جهاده} أي جهاداً فيه حقاً خالصاً لوجهه، فعكس وأضيف الحق إلى الجهاد مبالغة.
وقوله:((فاستشرف لها)) الضمير للإمارة، أي طمعوا فيها وتوقعوا نيلها.
نه: وفي الحديث وما جاءك من هذا المال وأنت غير مستشرف له فخذه)) يقال: أشرفت الشيء علوته وأشرفت عليه اطلعت عليه من فوقه، أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه.