٦١٣٧ - وعن البراء، قال: لما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن له مرضعاً في الجنة)) رواه البخاري.
٦١٣٨ - وعن عائشة: قالت: كنا- أزواج النبي صلى الله عليه وسلم- عنده، فأقبلت فاطمة ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها قال: ((مرحباً بابنتي)) ثم أجلسها،
ــ
و ((أهل البيت)) نصب على النداء أو على المدح، وفي هذا دليل بين على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته أيضاً لأنه مسبوق بقوله: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن}.
الحديث الثالث عن البراء رضي الله عنه:
قوله: ((مرضعاً في الجنة)) خط: هذا يروى على وجهين، أحدهما: مرضعاً بفتح الميم أي رضاعاً والآخر: مضمومة الميم أي من يتم رضاعة في الجنة، يقال: امرأة موضع بلاهاء وأرضعت المرأة فهي مرضعة إذا نيب الاسم من الفعل.
تو: وأصوب الروايتين الفتح لأن العرب إذا أرادوا الفعل ألحقوا به هاء التأنيث، وإذا أرادوا أنها ذات رضيع أسقطوا الهاء فقالوا: امرأة مرضع بلا هاء، ولما كان المراد من هذا اللفظ أن الله يقسم له من لذات الجنة وروحها ما يقع منه موقع الرضاع فإنه كان رضيعاً لم يستكمل مدة الرضاع كان المصدر فيه أقوم وأصوب، ولو كان على ما ذكره من الرواية لكان من حقه أن يلحق به هاء التأنيث.
أقول: هذا إذا أريد تصوير حالة الإرضاع وإلقام المرضعة الثدي في في الصبي في مشاهدة السامع كأنه ينظر إليها وإلا فلا.
الكشاف في قوله تعالى: {تذهل كل مرضعة عما أرضعت} فإن قلت: لم قيل: مرضعة دون مرضع؟.
قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي، والمرضع التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل: مرضعة ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته من فيه لما يلحقها من الدهشة عما أرضعت، أي عن إرضاعها، أو عن الذي أرضعته وهو الطفل.
ووجهه القاضي في شرحه مجيباً عنه بقول: أو أن له من يقوم مقام المرضعة في المحافظة والأنس.
الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها:
قوله: ((عنده)) خبر ((كان)).