للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٤٤ - وعن أبي بكرة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: ((إن ابني هذا سيد ولعل الله أن الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)). رواه البخاري.

٦١٤٥ - وعن عبد الرحمن بن أبي نعم، قال: سمعت عبد الله بن عمر وسأله رجل عن المحرم، قال شعبة أحسبه، يقتل الذباب؟ قال: أهل العراق يسألوني عن الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هما ريحاني من الدنيا)). رواه البخاري.

ــ

الحديث العاشر عن أبي بكرة رضي الله عنه: قوله: ((إن ابني هذا سيد)) تو: كفى به شرفاً وفضلاً فلا أسود ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيداً.

وقوله: ((ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين)) إنما وصفهم بالعظيمتين لأن المسلمين كانوا يومئذ فرقتين فرقة معه وفرقة مع معاوية، وكان الحسن رضي الله عنه أحق الناس يومئذ بهذا الأمر فدعاء ورعه وشفقته على أمة جده صلى الله عليه وسلم إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، ولم يكن ذلك لقلة ولا ذلة فقد بايعه على الموت أربعون ألفاً، وقال: والله ما أحببت منذ علمت ما ينفعني ويضرني أن لي أمر محمد صلى الله عليه وسلم على أن يراق في ذلك محجمة دم، وشق ذلك على بعض شيعته حتى حملته العصيبة على أن قال عند الدخول عليه: السلام عليك يا عار المؤمنين، فقال: ((العار خير من النار)).

حس: في الحديث دليل على أن واحداً من الفريقين لم يخرج بما كان فيه في تلك الفتة من قول أو فعل عن ملة الإسلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم مسلمين مع كون إحدى الطائفتين مصيبة والأخرى مخطئة، وهكذا سبيل كل متأول فيما يتعاطاه من رأي ومذهب إذا كان له فيما يتأوله شبهة وإن كان مخطئاً في ذلك، ومن هذا اتفقوا على قبول شهادة أهل البغي ونفوذ قضاء قاضيهم، واختار السلف ترك الكلام في الفتنة الأولى، وقالوا: ((تلك دماء طهر الله عنها أيدينا فلا نلوث بها ألسنتنا)). والله أعلم.

الحديث الحادي عشر عن عبد الرحمن بن أبي نعم رضي الله عنه:

قوله: ((قال أهل العراق)) حال من سمعت، وقد مقدرة، والأصل: سمعت قول عبد الله.

قوله: ((وسأله رجل عن المحرم)) أيضاً حال.

قوله: ((قال شبعة: أحسبه يقتل الذباب)) قول بعض الرواة يفسر سؤال الرجل واستفتاؤه، أي: ما تقول في شأن المحرم يقتل الذباب.

قوله: ((هما ريحاني من الدنيا)) ((فا)): أي من رزق الله الذي رزقنيه، يقال: سبحان الله وريحانه، أي أسبح الله أسترزقه، وهو مخفف من ((ريحان)) مشدد فيعلان من الروح؛ لأن انتعاشه بالزرق. ويجوز أن يراد بالريحان المشموم لأن الشمامات تسمى ريحاناً.

<<  <  ج: ص:  >  >>