للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد)). متفق عليه.

وفي رواية قال أبو كريب: وأشار وكيع إلى السماء والأرض.

٦١٨٥ - وعن أبي هريرة، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)). متفق عليه.

ــ

قوله: ((خير نسائها)) تو: الضمير في الأولى عائد إلى الأمة التي كانت فيهم مريم، وفي الثانية إلى هذه الأمة، ولهذا كرر القول ((من)) أولها تنبيها على أن حكم كل واحد منهما غير حكم الآخر، وكلا الفصلين كلام مستأنف.

وإشارة وكيع- الذي هو من جملة رواة هذا الحديث- إلى السماء والأرض منبئة عن كونها خيراً ممن هو فوق الأرض وتحت أديم السماء، وهو نوع من الزيادة في البيان، ولا يستقيم أن يكون تفسيراً لقوله: ((خير نسائها)) لأن إعادة الضمير إلى السماء غير مستقيمة فيه، ثم إنهما شيئان مختلفان والضمير راجع إلى شيء واحد.

قض: إنما وحد الضمير لأنه أراد جملة طبقات السماء وأقطار الأرض، وأن مريم خير من صعد بروحهن إلى السماء، وخديجة خير نسائهن على وجه الأرض، والحديث ورد في أيام حياتها.

أقول: يجوز أن يرجع الضمير إلى السماء والأرض وإن اختلفا باعتبار الدنيا مجازاً كما عبر بها عن العالم في قوله تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء}.

الكشاف: أي لا يخفى عليه شيء في العالم المعبر عنه بالسماء والأرض ونحوه قوله تعالى: {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة} على معنى له الحمد في الدنيا والآخرة فعبر بهما عن الدنيا، ويؤيد هذا التأويل حديث أنس في الفصل الثاني: ((حسبك من نساء العالمين)).

وتفسير وكيع إنما يستقيم تفسيراً إذا بين ما أبهم في الحديث، والمبهم فيه كل واحد من الضميرين.

الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((من قصب)) حس: القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>