٦١٨٦ - وعن عائشة، قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم تكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول:((إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد)). متفق عليه.
٦١٨٧ - وعن أبي سلمة أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام)). قالت: وعلي السلام، ورحمة الله قالت: وهو يرى ما لا أرى. متفق عليه.
ــ
و ((الصخب)) اختلاط الأصوات.
و ((النصب)) التعب.
فنفي عن البيت النصب والصخب لأنه ما من بيت في الدنيا يسكنه قوم إلا كان بين أهله صخب وجلبة، وإلا كان في بنائه وإصلاحه نصب وتعب، فأخبر أن قصور الجنة خالية عن هذه الآفات.
أقول: يريد بالوجه الثاني أن بناء بيت الجنة حاصل بقوله كن، ليس كأبنية الدنيا فإنها يتسبب بناؤها بصخب ونصب، وكذا السكون فيها لا يخلو عنهما، وليس حكم بيت الجنة كذلك بل أصحاب الجنة {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ...} إلى قوله تعالى: {... سلام قولا من رب رحيم} والله أعلم.
الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها:
قوله:((ما غرت على خديجة)) ((ما)) فيه يجوز أن تكون مصدرية أو موصولة أي: ما غرت مثل غيرتي، أو مثل التي غرتها.
الغيرة: الحمية والأنفة، يقال: رجل غيور وامرأة غيرو بلا هاء لأن فعول يشترك فيه الذكر والأنثى.
قوله:((كانت وكانت)) كرر ولم يرد به التثنية، ولكن للتكرير ليعلق به في كل مرة من خصائلها ما يدل على فضلها كقوله تعالى:{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً} ولم يذكر هنا متعلقة للشهرة تفخيماً.