للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٢٢ - وعن ابن عباس، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم)). رواه البخاري.

٦٢٢٣ - وعن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)). رواه مسلم.

٦٢٢٤ - وعن أبي أسيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير)). متفق عليه.

ــ

والأول أمر باطن، والثاني أمر ظاهر، فيحتمل أنه ضرب المثل بهما إرادة اختصاصهم به في أمورهم الظاهرة، والباطنة.

حس: عيبتي أي خاصتي وموضع سري، وفي الحديث: نبينا عيبة مكفوفة، أي صدر نقي من الغل، والعرب تكني عن الصدر والقلب بالعيبة، لأنهما مستودع السرائر، كما أن العياب مستودع الثياب.

الحديث السابع والعشرون عن ابن عباس رضي الله عنهما:

قولن: ((ويقل الأنصار)) تو: يريد أن أهل الإسلام يكثرون، ويقل الأنصار، لأن الأنصار هم الذين أووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه، وهذا أمر قد انقضى زمانه لا يلحقهم اللاحق، ولا يدرك شأوهم السابق، فكلما مضى منهم واحد مضى من غير بدل، فيكثر غيرهم ويقلون.

أقول: هذا المعنى أيضاً قائم في حق المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، ولعل الحمل على الحقيقة أظهر، لأن المهاجرين وأولادهم كثروا وانبسطوا وانتشروا في البلاد وملكوها بخلاف الأنصار.

قوله: ((شيئاً)) يجوز أن يكون مفعولاً به، وأن يكون في موضع مصدر، أي قليلا من الولاية.

وقوله: ((يضر فيه قوماً)) صفة كاشفة له.

الحديث الثامن والعشرون والتاسع والعشرون عن أبي أسيد رضي الله عنه:

قوله: ((خير دور الأنصار بنو النجار)) مح: خير دور الأنصار خير قبائلهم، وكانت كل قبيلة منهم تسكن محلة، فتسمي تلك المحلة دار بن فلان، ولهذا جاء في كثير من الروايات: بنو فلان، من غير ذكر الدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>