للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضي بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد صدقكم)) فقال عمر: دعني يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة)).

وفي رواية: ((فقد غفرت لكم)) فأنزل الله تعالى {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدي وعدوكم أولياء}. متفق عليه.

٦٢٢٦ - وعن رفاعة بن رافع، قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما تعدون أهل بدر فيكم)). قال: ((من أفضل المسلمين)) أو كلمة نحوها قال: ((وكذلك من شهد بدراً من الملائكة)) رواه البخاري.

ــ

قوله: ((لعل الله اطلع)) معنى الترجي فيه راجع إلى عمر رضي الله عنه، لأن وقوع هذا الأمر محقق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوثر على التحقيق بعثاً له على التفكير والتأمل فلا يقطع الأمر في كل شيء.

قوله: ((قد غفرت لكم)) مح: هذا في الآخرة، وأما في الدنيا فلو وجد على أحد منهم حداً أو غيره أقيم عليه، وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسطح حد الفرية وكان بدرياً.

وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجواز هتك أستار الجواسيس وقراءة كتبهم، وفيه هتك ستر المفسد إذا كان فيه مصلحة أو كان في الستر مفسدة، وما فعله حاطب كان كبيرة قطعاً لأنه تتضمن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله} ولا يجوز قتله لأنه لا يكفر به- انتهى كلامه.

قوله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم} خطاب لحاطب ورداً لقوله: أن أتخذ فيهم يداً، وإنما عم ليدخل فيه أمثاله.

الحديث الحادي والثلاثون عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه:

قوله: ((ما تعدون؟)) أي ممن تعدون؟ ليطابقه الجواب، وهو: ((من أفضل المسلمين وإنما أتى بـ ((ما)) بدل ((من)) تعظيماً لشأنهم، نحو قولهم: سبحان ما سخركن لنا.

قوله: ((وكذلك من شهد بدراً)) أي كذلك من شهد بدراً من الملائكة فإنهم من أفضل الملائكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>