للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٢٧ - وعن حفصة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدراً والحديبية)) قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قال: ((فلم تسمعيه يقول: {ثم ننجي الذين اتقوا})).

وفي رواية: ((لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة- أحد- الذين بايعوا تحتها)). رواه مسلم.

٣٢٢٨ - وعن جابر، قال: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة. قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنتم اليوم خير أهل الأرض)). متفق عليه.

٦٢٢٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل)). وكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج،

ــ

الحديث الثاني والثلاثون عن حفصة رضي الله عنها:

قوله: ((فلم تسمعيه يقول)) يعني أردت بقولي: أن لا يدخل النار دخولاً يعذب فيها، ولا نجاة له منها.

مح: الصحيح أن المراد بالورود المرور على الصراط، وهو منصوب على جهنم، فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون.

أقول: والأول هو الوجه على ما يظهر بأدنى تأمل.

وفيه: جواز المناظرة والاعتراض، والجواب على وجه الاسترشاد وهو مقصود حفصة لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه وسلم.

الحديث الثالث والثلاثون عن جابر رضي الله عنه:

قوله: ((ثنية المرار)) نه: المشهور فيها ضم الميم وبعضهم يكسرها، وهو موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية.

وبعضهم يقول بالفتح.

وإنما حثهم على صعودها لأنها عقبة شاقة، وصلوا إليها ليلاً حين أرادوا مكة سنة الحديبية فرغبهم في صعودها.

قوله: ((ما حط عن بني إسرائيل)) يريد قوله تعالى: {وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم} أي حط عنا ذنوبنا ((ثم تتام الناس)) أي جاءوا كلهم، وفي الحديث: ((فتتامت إليه قريش)) أي جاءته متتابعة متواترة.

<<  <  ج: ص:  >  >>