ثم تتام الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كلكم مغفور له، إلا صاحب الجمل الأحمر)). فأتيناه، فقلنا: تعالى يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم. رواه مسلم.
وذكر حديث أنس قال لأبي بن كعب:((إن الله أمرني أن أقرأ عليك)) في ((باب)) بعد فضائل القرآن.
الفصل الثاني
٦٢٣٠ - عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد)). رواه الترمذي [٦٢٣٠].
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ابن مسعود رضي الله عنه:
قوله:((وتمسكوا بعهد ابن أم عبد)) تو: يريد عهد عبد الله بن مسعود، وهو ما يعهد إليهم فيوصيهم به، وأرى أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة، فإنه أول من شهد بصحتها، وأشار إلى استقامتها من أفاضل الصحابة، وأقام الدليل عليها، فقال: لا يؤخر من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نرضى لدنيانا من ارتضاه لديننا، وما يؤيد هذا المعنى المناسبة الواقعة بين أول الحديث وآخره، ففي أوله:((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)) وفي آخره: ((تمسكوا بعهد ابن أم عبد)) ومما يل على صحة ما ذهبنا إليه قوله في حديث حذيفة أيضاً: ((لو استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه)) وهذه إشارة إلى ما أسر إليه من أمر الخلافة في الحديث الذي نحن فيه، ويشهد لذلك الاستدراك الذي أوصله بحديث الخلافة، فقال:((لو استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه)) وحذيفة هو الذي يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتدوا باللين من بعدي)) ولم أر في التعريض بالخلافة في سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح من هذين الحديثين، ولا أصبح من حديث أبي سعيد:((سدوا عني كل خوخة)).