٦٢٤٠ - وعن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: التمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان، وعند ابن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه عاشر عشرة في الجنة)). رواه الترمذي [٦٢٤٠].
٦٢٤١ - وعن حذيفة، قالوا: قالوا: يا رسول الله لو استخلفت؟ قال: ((إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه، وما أقرأكم عبد الله فاقرءوه)). رواه الترمذي. [٦٢٤١].
ــ
وروى ابن عبد البر: أن عثمان رضي الله عنه استقدمه من الشام لشكوى معاوية منه، وأسكنه الربذة فمات بها.
وقال علي رضي الله عنه في حقه: ذلك رجل وعى علماً عجز عنه الناس ثم أوكئ عليه فلم يخرج منه شيء.
قوله: ((يعني الزهد)) تفسير الراوي وليس في الحديث.
وفي الاستيعاب من الحديث: ((من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر)).
الحديث الحادي عشر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:
قوله: ((كان يهودياً فأسلم)) ليس بصفة مميزة لعبد الله لأنه يشاركه في اسمه غيره، بل هو مدح له في التوصية بالتماس العلم منه، لأنه جمع بين الكتابين.
((إنه عاشر عشرة)) أي مثل عاشر عشرة، إذ ليس هو من العشرة المبشرة، نحوه أبو يوسف أبو حنيفة.
الحديث الثاني عشر عن حذيفة رضي الله عنه:
قوله: ((لو استخلفت)) لو هذه التمني بمعنى ((ليت))، أو الامتناعية وجوابها محذوف، أي لكان خيراً.
وقوله: ((عذبتم)) جواب الشرط، ويجوز أن يكون مستأنفاً، والجواب: ((فعصيتموه)) والأول أوجه، لما يلزم من الثاني أن يكون الاستخلاف سبباً للعصيان، والمعنى أن الاستخلاف المستعقب للعصيان سبب للعذاب.
وقوله: ((ولكن ما حدثكم حذيفة)) من الأسلوب الحكيم لأنه زيادة على الجواب، كأنه قيل: لا يهمكم استخلافي فدعوه، ولكن يهمكم العمل بالكتاب والسنة فتمسكوا بهما.