٦٢٤٥ - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي [٦٣٤٥].
٦٢٤٦ - وعن جابر، قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا جابر! ما لي أراك منكسراً؟)) قلت: استشهد أبي وترك عيالا وديناً. قال:((أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قلت: بلى يا رسول الله! قال: ((ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً. قال: يا عبدي! تمن علي أعطك قال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون)) فنزلت: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ....} الآية. رواه الترمذي [٦٢٤٦].
ــ
وقوله:((واهد به)) تتميماً لأن الذي فاز بمدلوله قد لا يتبعه أحد، فكمل ثم تمم، وإذا ذهب إلى المعنى الثاني كان مهدياً تأكيداً، وقوله:((اهد به)) تكميلاً، ولا ارتياب أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، فمن كان حاله هذا كيف يرتاب في حقه، ومن أراد زيادة بيان في معنى الهداية فعليه بفتوح الغيب، فإن فيه ما يكفيه.
الحديث السادس عشر عن عقبة رضي الله عنه:
قوله:((أسلم الناس)) التعريف فيه للعهد، والمعهود مسلمة الفتح من أهل مكة، وأسلم عمرو قبل الفتح طائعاً راغباً مهاجراً إلى المدينة، فقوله صلى الله عليه وسلم هذا تنبيه على أنهم أسلموا رهبة، وآمن عمرو رغبة، فإن الإسلام يحتمل أن يشوبه كراهة، والإيمان لا يكون إلا عن رغبة وطواعية.
الحديث السابع عشر عن جابر رضي الله عنه:
قوله:((وأحيا أباك)) فإن قلت، كيف الجمع بين هذا وبين قوله تعالى:{بل أحياء عند ربهم} لأن التقدير هم أحياء، فكيف يحيى الحي؟.
قيل: جعل الله تعالى تلك الروح في جوف طير خضر فأحيا ذلك الطير بتلك الروح، فصح الإحياء، أو أراد بالإحياء زيادة قوة روحه، فشاهد الحق بتلك القوة وكلمة كفاحاً، أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول.