٤١٥ - وعن عبد الله بن زيد: أنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، وأنه مسح رأسه بماء غير فضل يديه. رواه الترمذي. ورواه مسلم مع زوائد.
٤١٦ - وعن أبي أمامة، ذكر وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان يمسح الماقين، وقال: الأذنان من الرأس، رواه ابن ماجه، وأبو داود والترمذي. وذكراً: قال حماد: لا أدري: ((الأذنان من الرأس)) من قول أبي أمامة أم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. [٤١٦]
ــ
الحديث الرابع إلي الحادي عشر عن ابن عباس: قوله: ((بالسباحتين)) ((تو)) يعني بهما المسبحتين، وهما السبابتان، والسباحة والمسبحة من التسميات الإسلامية، وضعوها مكان السبابة؛ لما في السبابة من المعنى المكروه، والإبهام الإصبع العظمى، وهي مؤنثة والجمع، أباهيم. ((شف)): فيه إرشاد إلي أن باطنهما هو البادي للنظر منهما، وظاهرهما هو الملتصق بالرأس، وهو غير البادي منهما.
الحديث الثاني عشر عن الربيع: قوله: ((صدغيه)) الصدغ ما بين الأذن والعين، ويسمى أيضاً الشعر المتدلي عليه صدغاً. ((حس)): اختلفوا في تكرار مسح الرأس، هل هو سنة أم لا؟ فذهب أكثرهم إلي أنه يمسح مرة واحدة، ومنهم الأئمة الثلاثة، والمشهور من مذهب الشافعي أن المسح ثلاثاً سنة بثلاثة مياه جدد.
الحديث الثالث عشر عن عبد الله: قوله: ((مسح رأسه بماء غير فضل)) أي أخذ له ماء جديداً، ولم يقتصر علي البلل الذي بيديه، وهذا الحديث مخرج في كتاب مسلم، ولا شك أن المؤلف لم يشعر أنه في كتاب مسلم، ونقله عن كتاب الترمذي، فجعله من جملة الحسان. أقول: لا عليه إن ورد في الكتابين، وذكره في قسم الحسان، ولم يذكره في الصحاح، وغايته أن ترك الأولي.
الحديث الرابع عشر عن أبي أمامة: قوله ((يمسح الماقين)) ((تو)): الماق طرف العين الذي يلي الأنف. قال أبو عبيد الهروي: وفي كتاب الجوهري: الذي يلي الأنف والأذن، واللغة المشهورة [مؤق] العين. وفيه لغة أخرى، وهي ماق علي مثال قاض، وإنما مسحهما علي وجه الاستحباب مبالغة في الإسباغ، ونظراً إلي حد الكمال، وذلك لأن العين قلما تخلو من قذف ترميه من كحل وغيره، أو رمض يسيل منها، فينعقد علي طرف العين، فيفتقر إلي تنقيته وتنظيفه بالمسح. والذي يقتضيه تفسير أبي عبيدة مسح طرف العين مما يلي الأنف، والذي