للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذراعيه، ثم صب علي رأسه، وأفاض علي جسده، ثم تنحى فغسل قدميه، فناولته ثوباً فلم يأخذ، فانطلق وهو ينفض يديه متفق عليه، ولفظه البخاري.

٤٣٧ - وعن عائشة، قالت: إن امرأة من الأنصار سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غسلها في المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثم قال: ((خدي فرصة من مسك فتطهري بها)). قالت: كيف أتطهر بها؟ فقال: ((تطهري بها) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال ((سبحان الله! تطهري بها)). فاجتذبتها إلي، فقلت لها تتبعي بها أثر الدم. متفق عليه.

ــ

الماء الذي يغتسل به، كالأكل لما يؤكل، والغسل أيضاً الاسم من غسلت الشيء غسلا- بالفتح- والغسل الذي هو الاسم من غسلت بتسكين السين وبضمه والغسل بالكسر ما يغسل به الرأس من الخطمي وغيره.

((قض)) ومن فوائد هذه الحديث الدلالة علي أن الأولي تقديم الاستنجاء وإن جاز تأخيره، لأنهما طهارتان مختلفتان، فلا يجب الترتيب بينهما، واستعمال اليسرى فيه ودلكها علي الأرض مبالغة في إنقائها، وإزالة ما عبق بها، والوضوء قبل الغسل واختلف في وجوبه، فأوجبه داود مطلقاً، وقوم إذا كان محدثاً، أو كان الفعل مما يوجب الجنابة والحدث، ومنصوص الشافعي أن الوضوء يدخل في الغسل، فيجزئه لهما، وهو قول مالك، وتأخير غسل الرجلين إلي آخر الغسل هو مذهب أبي حنيفة، وقول للشافعي، والمذهب أن لا يؤخر لرواية عائشة رضي الله عنها، ((والتنحي)) أي التباعد عن مكانه لغسل الرجلين، وترك النشف لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأخذ الثوب، وجوار النفض، والأولي تركه، لقوله صلى الله عليه وسلم ((إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم))، ومنهم من حمل النفض ها هنا علي تحريك اليدين في المشي، وهو تأويل بعيد.

الحديث السابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((فرصة)) هي- بالكسر- قطعة قطن، أو خرقة، أو صوف، تمسح بها المرأة من الحيض، و ((من مسك)) صفة لفرصة، ومتعلق الجار محذوف، إما أن يقدر خاصاً، أو عاماً فعلي الأول التقدير: فرصة مطيبة من مسك، وهذا التفسير موافق لما ورد في الصحاح: ((فرصة ممسكة)) ((حسن)): أي خذي قطعة من صوف مطيبة بمسك، وأنكر القتيبي هذا لأنهم لم يكونوا أهل وسع يجدون المسك، فعلي هذا قالوا: تكون الرواية، ((فرصة من مسك)) .. بفتح الميم أي من جلد عليه صوف، وعلي أن يكون المتعلق عاماً أي فرصة كائنة من مسك، لا يجوز أن يراد بالمسك الطيب؛ لأن الفرصة لا تكون مسكاً، فيجب أن يقال كما في الفائق: إن الممسكة الخلق التي أمسكت، كثيراً أو لا يستعمل الجديد للانتفاع به، ولأن الخلق أصلح لذلك وأوفقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>