صلى الله عليه وسلم فاستفتت لها أم سلمة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال:((لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها، فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر، فإذا خلفت ذلك، فلتغتسل، ثم لتستثفر بثوب، ثم لتصل)). رواه مالك، وأبو داود، والدارمي. وروى النسائي معناه. [٥٥٩]
٥٦٠ - وعن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده- قال يحيى بن معين: جد عدي اسمه دينار- عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال في المستحاضة:((تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها، ثم تغتسل، وتتوضأ عند كل صلاة، وتصوم، وتصلي)). رواه الترمذي، وأبو داود [٥٦٠]
٥٦١ - وعن حمنة بنت جحش، قال: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره. فوجدته في بيت أختي زينت بنت جحش، فقلت: يا رسول الله! إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما تأمرني فيها؟ قد منعتني الصلاة والصيام. قال:((أنعت لك الكرسف، فإنه يذهب الدم)) قالت: هو أكثر من ذلك. قال:((فتلجمي)). قالت: هو أكثر من ذلك، قال:((فاتخذي ثوباً)). قالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجاً.
ــ
الحديث الرابع عن حمنة: قوله: ((حيضة)) ((تو)): بفتح الحاء علي المرة الواحدة، ولم يقل: حيضاً، لتمييز تلك الحال التي كانت عليها من سائر أحوال المحيض في الشدة، والكثرة، والاستمرار، والواو في ((وأخبره)) للجمع مطلقاً، وإلا كان التقدير: فأخبره وأستفتيه. ((وأنعت لك الكرسف)) ((فا)): أي أصفه لك لتعالجي به مقطر الدم. قيل: في قوله: ((أنعت)) إشارة إلي حسن أثر القطن وصلاحه لك؛ لأن النعت أكثر ما يستعمل في وصف الشيء بما فيه من حسن. والتلجم شديد اللجام، وهو شبيه بقوله:((استثفري))، ((وأنج ثجاً)) أي أصب صباً شديداً، ومطر ثجاج إذا انصب جدا، والثج سيلان دماء الهدي.
((خط)): أصل الركض الضرب بالرجل، يريد به الإضرار والإفساد، أي وجد الشيطان بذلك طريقاً إلي التلبيس عليها في أمر دينها وقت طهرها وصلاتها، حتى أنساها ذلك، ((فا)): ((فتحيضي)) أي اقعدي أيام حيضك، ودعي الصلاة فيها والصوم.