٥٧١ - وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم)) رواه أحمد والترمذي. [٥٧١]
٥٧٢ - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع)) رواه أبو داود، وكذا رواه في ((شرح السنة)) عنه. [٥٧٢]
ــ
صفة كذا، وشتمته وتكلمت به، ويعد كيفيات وأفعالاً، فيقول له: بئسما فعلت، ولو ذكرت ما أنبئت عنه، لطال عليك. و ((خمس صلوات)) مبتدأ، ((افترضهن)) صفة له، والجملة الشرطية بعده جزاؤه.
الحديث الثاني عن أبي أمامة قوله:((صلوا حمسكم)) إنما أضاف الصلاة، والصوم والزكاة والطاعة إليهم؛ ليقابل العمل بالثواب في قوله:((جنة ربكم)) ولينعقد البيع بين الرب والعبد، كما في قوله تعالي:{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}. قوله:((وأطيعوا ذا أمركم)). ((مظ)) أي الخليفة والسلطان وغيرهما من الأمراء. أقول: إنما عدل من قوله: أميركم؛ ليكون أبلغ وأشمل، كما في قوله تعالي:{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فإن قلت: لم صرح بالمضاف في قوله: ((زكاة أموالكم)) وأضمر في قوله ((خمسكم)) أي صلواتكم، وأبهم في قوله:((شهركم)) أي: رمضانكم. قلت: للدلالة علي أن الإنفاق من المال أمر أشق وأصعب علي النفس، أي أنفقوا مما تحبون، وما هو شقيقة أنفسكم، ومنه قوله تعالي:{ولا تؤتوا السفاء أموالكم} والخطاب للأولياء، وأضاف الأموال إليهم؛ لأنها من جنس ما يقيم به الناس معاشهم، أي لا تؤتوا السفهاء ما تقومون بها، وتتعيشون منها.
الحديث الثالث عن عمرو بن شعيب: قوله: ((مروا)) مروا أمر حذفت همزته تخفيفاً، فلما حذفت فاء الفعل لم يحتج إلي همزة الوصل لتحريك الميم، يعني إذا بلغ أولادكم سبع سنين فأمروهم بأداء الصلاة؛ ليعتادوها ويستأنسوا بها. فإذا بلغوا عشراً ضربوا علي تركها، وفرقوا بين